نيلغون غوموش - صحيفة حرييت - ترجمة وتحرير ترك برس

هل يمكن أن نقول إن الحرب السورية بدأت تأخذ أبعادا جديدة؟ التدخل الروسي في 30 أيلول/ سبتمبر الماضي قلب المعادلات ورجّح كفة الأسد. ورغم كل المصالح المتقاطعة بين أنقرة وموسكو إلا أن حادثة الطائرة الروسية كانت كالسيف القاطع وقد تشرب بالدماء. وبعد هجمات باريس دخلت فرنسا لتضرب تنظيم داعش في سوريا. كما وقدّم المجلس الألماني دعمه اللوجستي وأعطى البرلمان البريطاني الضوء الأخضر للضربات الجوية. ومع كل هذا التمدد العسكري نستطيع أن نقول إن مصالح داعش النفطية وقياداته باتت تحت تهديد النيران.

ما هو موقف الغرب من الأزمة التركية الروسية؟ في الوقت الذي تقدم روسيا اتهاماتها الغبية بأن هنالك تجارة نفطية بين تركيا وداعش، يقف الغرب ويقول بأن تركيا تحارب داعش في صفنا. وتتحرك تركيا نحو الحرب بضرباتها الجوية وفتحها لمعسكراتها. كما وتم الرد على الادعاءات التي تتهم الرئيس أردوغان وعائلته بأنهم يملكون علاقات مع داعش ذات أهداف اقتصادية وتجارية.

هل ستُنهي الضربات الجوية داعش؟ وهل تستطيع حماية سوريا؟ السؤال الجدلي هنا أن هذه الضربات التي تدمر التأسيسيات البترولية والبنى التحتية لسوريا هل ستكون قادرة على محو الإرهاب؟ كما وبتنا نسمع أن الحملة البرية شرط للقضاء على داعش. وحتى لو استطاعت الجهود في المنطقة الضغط على داعش ومحاصرته فإن قدرته على تنظيم الهجمات الإرهابية في الغرب أو حتى زيادة انتشاره في المغرب الإسلامي لا زالت في تصاعد. ويجمع كل هذه الجدليات نقطة مركزية تفيد بأن هذه الحرب ستمتد لسنوات طويلة.

هل يوجد هنالك تقارب بين تركيا وإسرائيل في الأجندات السياسية؟ عندما سُئل الرئيس أردوغان عن إمكانية إعادة العلاقات مع إسرائيل قال" لماذا لا يكون"، فإذا توفرت الشروط والظروف المناسبتان يمكن أن تتحقق مثل هذه الأمور. كما وقد اعتذر الرئيس الإسرائيلي نتنياهو عن أحداث سفينة مافي مرمرة لكنه لم ينفذ شروط تركيا بما يتعلق بالحصار على غزة.

هل هناك وسط مساعد على التقارب؟ إسرائيل التي كانت تفضل دور المشاهد للأحداث في سويا إلا ببعض الضربات والطلعات الجوية تنسق الآن مع روسيا كما جاء على لسان الرئيس نتنياهو حتى لا يحصل صدامات وأحداث مؤسفة مع روسيا، وما يقلق إسرائيل هو تهديد حزب الله اللبناني الذي بات ينسق وفي جبهة واحدة مع روسيا، كما وتجدر الإشارة بأن أبو الأسد كان عدوا لإسرائيل، كما وتصب اهتمامات إسرائيل في ماهية المستقبل الذي ستكون عليه سوريا.

كيف تقترب إسرائيل من الوجود الروسي في المنطقة؟ تشاهد إسرائيل التمكين الروسي في المنطقة وتتحرك في بعض الأحيان كما جاء عن وكالة رويترز للإعلام التي قالت إن إسرائيل تسعى وبالتنسيق مع اليونان إلى تقديم تكنولوجيا لتضليل أنظمة الدفاع الروسية اس300، كما وضربت قبل أيام صواريخ السكود لنظام الأسد حليف روسيا، لكن في المقابل تقوم بالتنسيق مع روسيا في تحركاتها الجوية.

هل من الممكن أن يكون هناك تقارب مع إسرائيل في ظل هذه الظروف؟ نقلت وكالة رويترز أيضا أن الطائرات التركية لم تجتز الحدود السورية بعد إسقاط الطائرة الروسية حتى لا تتطور الأزمة وتخرج عن السيطرة. قد تحمل الأزمة التركية الروسية تقارب تركي إسرائيلي، ففي تصريح لنتنياهو أوضح فيه بأنهم يريدون علاقات طبيعية مع تركيا، فرغم وجود الأزمة الدبلوماسية إلا أن التبادل الاقتصادي بلغ ذروته في هذه الأيام، وسيكون من الغريب لو غيرت إسرائيل من بوصلتها مع أنقرة مع تدهور علاقات الأخير مع موسكو.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس