علي نور كوتلو - يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس

استيقظنا على صباح جديد لتركيا جديدة. أعلن الشعب خلاله فتح صفحة جديدة من أجل المستقبل باختيار رئيسه بنفسه. الرئيس الأول لتركيا الجديدة هو رجب طيب أردوغان. والآن سيؤسس أردوغان كوادر جديدة لتركيا الجديدة.

مجلس وزاري جديد، إدارة حزب جديدة وإداريون جدد. سيختار أردوغان الطاقم الذي لن يقود الحزب للانتخابات بعد عام فحسب، وإنما الطاقم الذي سيدير تركيا الجديدة بعد ذلك أيضا. سيكون الطاقم المسؤول عن مستقبل الدولة والشعب.

آخر تعديلات قام بها أردوغان على المجلس الوزاري وعلى الحزب كانت مخيبة للآمال. فهذه التعديلات التي تمّت بعد محاولة الانقلاب في 17 كانون الأول/ديسمبر لم تكن مطمئنة لدولة تتحضر لانتخابات وتحارب الكيان الموازي، لذا كان تصرّف الغاضبين على التعديلات الوزارية مبررا.

سيختار أردوغان الآن في المرحلة الأولى رئيس الحزب، فرئيس الوزراء ثم مجلس الوزراء. وحسب آخر ما حصل عليه أردوغان من توجهات لأعضاء حزبه، تشير تلك التوجهات لـ"أحمد داود اوغلو" و"بن علي يلدريم" و"عبد الله غل" على الترتيب. ترشيح "بن علي" كان تقديرا واحتراما لـ"غُل". بينما الأمر مغايرا بالنسبة لـ"داود أوغلو".

مفاهيم "تركيا الجديدة، تركيا العظمى" تعود لأردوغان. اسم داود "أوغلو" الأكثر تعريفا لمفهوم تركيا الجديدة. "داود أوغلو" هو الاسم الأكثر حماسا بالنسبة للجمهور في هذه الأيام.

إذا كان الطلب على تركيا الجديدة قويا إلى هذا الحد، فهذا يعني أن قاعدة حزب العدالة والتنمية تريد تغييرا جوهريا. فإذا كان هناك شخص غير محبوب في الحزب، أو شخص ملوثة يداه، أو شخص يهرع خلف مصالحه الشخصية، أو شخص لا يفهم تركيا الجديدة، يُنتظر تنحية هؤلاء من الحزب إن وجدوا.

اعتقد أن أردوغان يرى أفضل منا حجم طلب التغيير المنتظر لدى قاعدة الحزب الذين دعموه بدون شرط أو نقاش. فإذا لم يحصل هذا التغيير المطلوب سيعيش الحزب مشاكل حقيقية في انتخابات مايو/حزيران 2015. ينبغي على أردوغان اختيار رئيس الوزراء القادم وطاقمه بدقة وعناية، كونه لن ينزل بعد الآن إلى الميادين مخاطبا الناس كما كان يفعل في السابق.

عندما يتم طلب طاقم جديد لتركيا الجديدة فهذا لا يعني أن الطاقم السابق سيء. طاقم حزب العدالة والتنمية حتى اليوم نجح في العبور بالبلاد من فترات صعبة وبطرق شاقة. حل مشاكل عديدة في تركيا ليحوّلها لدولة قوية. أنشأ سياسة داخلية جديدة بأسس قوية. والآن، حان وقت إنشاء تركيا الجديدة على تلك الأسس القوية، تركيا جديدة بنظام جديد من أجل الشرق الأوسط، ومن أجل البلقان، وآسيا ومن أجل الأمة. لذا ينبغي أن يكون طاقم تركيا الجديدة يؤمنون بذلك ومؤهلون لتحقيق ذلك.

بعد إنهاء الطاقم القديم للمرحلة الأولى على أكمل وجه سيسلّم العلم الآن للطاقم الجديد. فالفائز هنا لن يكون الذي يحمل العلم ليقطع خط النهاية وإنما الفائز الحقيقي هو الفريق أجمع. هذا الفريق مُمثل تركيا في كل العالم، هو الفريق الذي سيحقق أحلامنا الكبرى.

عن الكاتب

غونغور منغي

كاتب في صحيفة وطن


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس