
ترك برس
شارك الشيخ الدكتور علي القره داغي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في فعاليات مؤتمر علماء البلقان الذي انعقد في مدينة أدرنة التركية، بمشاركة واسعة من علماء ودعاة ومؤسسات علمائية من ألبانيا، وبلغاريا، والبوسنة، والبلقان عامة، إلى جانب وفد من علماء تركيا ومسؤوليها الرسميين.
وخلال الجلسات العلمية للمؤتمر، قدّم القره داغي ثلاث مداخلات رئيسية، كان أبرزها الكلمة الافتتاحية التي تناول فيها دور العلماء في توجيه الأمة نحو النهوض الحضاري، ثم مداخلة ختامية لخّص فيها ما دار في كلمات رؤساء الوفود المشاركة، في خمس نقاط أساسية:
الدعوة إلى رفع الخلاف بين العلماء والمؤسسات العلمائية، وبذل الجهود في سبيل توحيد الصف، وتوسيط الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في تقريب وجهات النظر وتحقيق الحد الأدنى من الوحدة الفكرية والعلمائية.
أهمية الدعوة إلى الله تعالى بأساليب جديدة ومؤثرة، والانفتاح على فئة الشباب، ودعوة الأئمة والعلماء إلى الخروج من جدران المساجد للتفاعل المباشر مع الناس في الميادين والمجالس العامة.
الحاجة إلى ميثاق شرف بين العلماء والمؤسسات الدعوية يقوم على الاحترام المتبادل، ورفض التكفير والإسقاط الشخصي أو المؤسسي.
ضرورة الاستفادة من الوسائل الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي في نشر الدعوة والفكر المعتدل.
السعي الجاد نحو وحدة الأمة الإسلامية من خلال التعاون والتواصل الفعّال بين العلماء والهيئات.
بحث الشيخ: العقبات أمام وحدة الأمة
وفي الجلسة الختامية، قدّم القره داغي بحثًا علميًا بعنوان “العقبات التي تواجه وحدة الأمة ووحدة العلماء”، تناول فيه بالتفصيل الأسباب الخارجية والداخلية للتفرقة والانقسام.
وأوضح الشيخ القره داغي أن العدوّ الخارجي يسعى دائمًا إلى تفكيك الأمة وتمزيق وحدتها، لكن المسؤولية الكبرى تقع على الأمة نفسها، مستشهدًا بقوله تعالى:
﴿قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ﴾،
ليؤكد أن الإصلاح يبدأ من الداخل.
وأشار إلى أن الأهواء الشخصية، والمصالح الحزبية والطائفية، والجهل بحقيقة الإسلام وشموليته هي من أبرز العقبات التي تعيق الوحدة، مؤكدًا أن هذه النزاعات الفكرية أدت إلى ظهور فِرَقٍ متشددة تكفّر غيرها بلا علم ولا وعي.
كما بيّن أن أحد أخطر أسباب الانقسام هو غياب الفكر الصحيح والمنهجية الواضحة في الاجتهاد والتفسير والفتوى، مشددًا على أن المنهج القويم هو الذي يقوم على الوحي والعقل المستنير بنور الله، وفق قوله تعالى:
﴿وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ﴾.
ودعا إلى إحياء فقه الميزان الذي يضبط الفكر والتصرفات بالعدل والاعتدال، مؤكدًا أن التوازن في الفهم هو الطريق إلى الوحدة الفكرية والنهضة الحضارية.
وفي ختام المؤتمر، كُرِّم الشيخ علي القره داغي من قِبل والي مدينة أدرنة، الذي قدّم له لوحة تذكارية تمثل جامع السلطان سليمان، تقديرًا لمشاركته وجهوده في خدمة قضايا الأمة ووحدة علمائها. وفقا لبيان نشره الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!











