ترك برس

في الفترة الحالية كثيرًا مايتردد اسم "تيكا" كراعي ومنسق رئيسي في الكثير من المشاريع المتنوعة التي تقوم تركيا بإعدادها والقيام بها في مناطق مختلفة من أنحاء العالم، والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام ماهي تيكا؟ وماهي وظائفها؟

بتاريخ 26 كانون الأول/ ديسمبر 1991 استيقظ العالم على حالة جديدة لم يتخيلها مجرد خيال أي شخص في العالم؛ هذه الحالة تمثلت في انهيار الاتحاد السوفييتي التي أنهكته سياسة التحدي السياسية والاقتصادية مع القطب الغربي حتي وصل إلى مرحلة لم يستطع الاستمرار في التحدي بعد نفاذ قواه ومصادره الاقتصادية فاضطر إلى الإعلان عن انسحابه من الحرب الباردة.

بعد انهيار الاتحاد السوفييتي نالت الدول التركية "كازاخستان، أوزبكستان، أذربيجان، كرغيزستان..إلخ" استقلالها وأصبح دول محتاجة للبناء والتنمية من جديد، رأت تركيا من هذه الجمهوريات حضن تاريخي وقومي وسياسي واقتصادي لذا سعت لتأسيس علاقات سياسية واقتصادية وثقافية قوية معها، ولكن ما تغير بعد انهيار الاتحادي السوفييتي هو أسلوب السياسة المتبعة مع الدول الأخرى؛ حيث تحول أسلوب السياسة من أسلوب تعاوني "عسكري" إلى أسلوب تعاوني "ناعم" بمعني أسلوب تعاوني "اقتصادي، ثقافي، اجتماعي، إعلامي، تعليمي".

تركيا كانت على دراية بهذا الأسلوب لذا سعت بتاريخ 24 كانون الثاني/ يناير 1992 بتأسيس وكالة التنسيق والتعاون التركية "تيكا" لتنسيق علاقات تركيا الناعمة المتنوعة مع  الدول التركية الموجودة في وسط أسيا، وكان الهدف الأساسي من تأسيس تركيا بموجب القرار الوزاري رقم 21124 هو مساعدة الجمهوريات التركية الموجودة في وسط أسيا على إعادة تأسيس وتطوير وتأهيل نفسها وبالتالي جعلها قريبة لتركيا أكثر من غيرها من الدول.

تحددت مجالات عمل تيكا فقط في منطقة وسط أسيا ولكن بعد قدوم حكومة حزب العدالة والتنمية عام 2002 وتبنيه سياسة الانفتاح الاستراتيجي توسعت رقعة مجالات عمل تيكا وخرجت فقط من العمل ضمن نطاق وسط أسيا لتشمل جميع المناطق التي تسعى حكومة حزب العدالة والتنمية الانفتاح عليها بشكل واسع وخاصة منطقة الشرق الأوسط والبلقان وأفريقيا.

وبما أن هدف تيكا هو توسيع رقعة السياسة التأثيرية لتركيا من خلال استخدام أسلوب السياسة الناعمة فيمكن إيجاز الوظائف التي تقوم بها بالشكل التالي:

ـ كوظيفة وهدف أساسي؛ تقوية علاقات التعاون بين تركيا والدول الأخرى من خلال استعمال أساليب السياسة الدبلوماسية الناعمة.

ـ تنسيق المشاريع الخدماتية "التعليمية والصحية" التي تسعى تركيا لإنجازها في الدول المحتاجة.

ـ إعادة ترميم جميع الأثار العثمانية التركية أينما وجدت.

ـ المساهمة في إتمام المشاريع الخدماتية التي تطلب الدول الأخرى مساعدة تركيا فيها.

ـ تقديم تقارير دورية مباشرة للحكومة توضح خط سير العلاقات الخارجية التركية وفقًا للخطط المبنية على الأسلوب الناعمة وتتفرع هذه الخطط لتكون "خطط تعليمية، خطط تنمية اقتصادية، خطط تنمية اجتماعية، خطط تعليمية، خطط تأهيلية خاصة بجرحى دول الشرق الأوسط" وغيرها الكثير من الخطط التي يمكن وضعها في إطار أساليب السياسة الناعمة.

وتعمل تيكا من خلال عدة مكاتب تنسيقية لها منتشرة حول العالم، ويمكن سرد الدول التي لديها مكاتب تنسيقية بالشكل التالي:

أفغانستان، البوسنة والهرسك، إثيوبيا، الكاميرون، كيرغيزستان، المجر، مغوليا، النيجر، ألبانيا، تشاد، الفليبين، مملكة الجبل الأسود، كوسوفا، مقدونيا، مولدوفيا، أوزبكستان، أذربيجان، الجزائر، فلسطين، كزاخستان، ليبيا، المكسيك، ماينمار، باكستان، بنغلادش، جورجيا، جيبوتي، كينيا، لبنان، مصر، ناميبيا، رومانيا.

وتعمل تيكا على تقديم وتنسيق وتطوير العلاقات بين تركيا والدول المذكورة أنفا  ً بشكل نشط وجاد من خلال السير وفقا ً لخطى أساليب السياسة الناعمة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!