جلال سلمي - خاص ترك برس

أعربت الصحفية في جريد ميلاد التركية "إيزجي تشيليك"، عبر حسابها الإلكتروني على تويتر، عن حالة الاستغراب الشديدة التي انتابتها في الفترة الأخيرة في ظل "الاتهامات البشعة التي صدرت في الفترة الأخيرة ضد تركيا واتّهامها بدعمها الكبير لداعش وبعض الحركات الإرهابية الأخرى في سوريا والعراق".

وبيّن المنسق العام لقسم أبحاث العلاقات الدولية في معهد الفكر الاستراتيجي التركي "سدا" الدكتور محمد شاهين بأنه "بالفعل هناك حملات إعلامية بشعة وضخمة تُقاد ضد تركيا، في الفترة الأخيرة، بهدف تصويرها على أنها الداعم الأكبر للإرهاب في المنطقة وبالتالي عزلها عن الساحة، وفي رأيي الهدف الرئيسي لذلك هو أن تركيا هي المعوق الأكبر لخطط الدول الغربية لتنفيذ التقسيم في سوريا".

وأوضح شاهين في دراسة له متعلقة بنفس الشأن تحت عنوان "الهدف هو عزل تركيا عن المنطقة" أن هناك العديد من المؤشرات التي تؤكد سعي الغرب لعزل تركيا عن الإقليم بشكل كامل، ومن أهم هذه المؤشرات الحملة الإعلامية الشعواء التي تمت ضد تركيا محليًا وإقليميًا ودوليًا على أن تركيا هي الداعم الأكبر لداعش في معركته في كوباني وتل أبيض!!".

وأضاف شاهين أن "المُدَعين لذلك يعلمون جيدًا أن مايقولونه مخالف جدًا للواقع ولا يمت له بصلة لا سيما بأن تركيا هي من سمحت لقوات البشمركة الدخول عبر حدوده لمساندة المقاتلين الأكراد في كوباني وهي الدولة الوحيدة التي استقبلت اللاجئين الأكراد الهاربين من كوباني واللاجئين التركمان والعرب الهاربين من تل أبيض، ولكن الهدف الرئيسي من مغايرة وسائل الإعلام للحقائق هو عزل تركيا عن التطورات في المنطقة بإشغالها بالدفاع عن نفسها على أنها غير داعمة للإرهاب وإنما ساخطة عليه، واليوم على الرغم من حرب تركيا الواضحة ضد داعش إلا أن وسائل الإعلام ما زالت تضرب في تركيا محاولةً إبعادها عن تحقيق ما تسعى إليه من بناء منطقة أمنية عازلة والقضاء على النظام السوري".

كما أورد الكاتب التركي مفيد يوكسال كذلك، في مقال له نُشر في صحيفة يني شفق بتاريخ 22 آب/ أغسطس 2015 وبعنوان "عملية السلام والفوضى"، بعض المؤشرات الأخرى التي يسعى الغرب من خلالها إشغال تركيا بشؤونها الداخلية وعزلها عن المنطقة وحسب المقال الذي نشره يوكسال "انتهاء عملية السلام في هذه الأوقات بالتحديد له عدة أسباب ولكن السبب الرئيسي لذلك هو قيام الغرب بتحريض حزب العمال الكردستاني بالتحرك عسكريًا ضد تركيا لتجريب حظه في نيل الاستقلال كما حدث في العراق وسوريا وزين الغرب لحزب العمال الكردستاني الذي كان ينعم بعملية سلام وحقوق لم يحلم بها أي مواطن كردي، ويبدو بأن الهدف الرئيسي للغرب من جعل حزب العمال الكردستاني ينقلب على عملية السلام هو إشعال فتيل الفوضى في تركيا وجعلها تنشغل بشؤونها الداخلية وبالتالي تضطر إلى رد طرفها عن التطورات الجارية في سوريا والمنطقة".

وبالرجوع إلى الدكتور محمد شاهين الذي يكشف عن مؤشرات أخرى تشير إلى هدف بعض الأطراف إلى عزل تركيا عن المنطقة، في تقرير صحفي له مع الصحفية إيزجي تشيليك من جريدة ميلاد، يشير شاهين إلى أن "القوات الكردية المحاربة في سوريا استطاعت السيطرة على مناطق الجزيرة وكوباني وعفرين، ولكن هذه المناطق مُنعزلة ولتوحيدها كان لا بد من السيطرة على تل أبيض وجرابلس، ولتحقيق ذلك كان لا بُد من عزل تركيا التي تهدف إلى إنشاء منطقة أمنية فوق المناطق المذكورة والتي تعارض تأسيس دولة كردية في المنطقة، ولعزل تركيا من المنطقة سعت أمريكا الداعم الأكبر للأكراد في المنطقة بكل ما أوتيت من قوة إلى مماطلة طلب تركيا بإنشاء منطقة أمنية عازلة وأرجأت التفاوض إلى مراحل أخرى".

وبعد تبيين هذه المؤشرات يؤكد شاهين "ضرورة اتخاذ تركيا إجراءات استراتيجية وليست تكتيكية للتصدي لهذه الخطط التي تهدد الأمن القومي التركي بشكل واضح على المدى البعيد"، ويؤكد شاهين "لا وقت لدى تركيا للانشغال بالحملات الإعلامية ولا داعي لإجهاد نفسها بشكل كبير للدفاع عن نفسها إعلاميًا وذلك لأنها في حرب واقعية جيو سياسية استراتيجية إن استطاعت تحقيق ماترنو وتهدف إليه بها فإن الإعلام بشكل تلقائي سيتحول إلى صفها لأنها ستعطي صورة الدولة القوية للآخرين الذين سيضطرون للتعاون معها على هذا الأساس وبالتالي تليين سياستهم الإعلامية اتجاهها".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!