أوكان مدرس أوغلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

عقد حزب العدالة والتنمية يوم أمس مؤتمره الخامس، وفيه اختير أحمد داود أوغلو مجددا لرئاسة الحزب، وربما نتساءل عن الرسائل التي يحملها هذا المؤتمر، لكني هنا أريد الكتابة عن ملاحظات عكسها مؤتمر الحزب الخامس:

مؤتمر ناجح بكل المقاييس، منظّم بشكل ممتاز، راعوا خلال التنظيم أدق التفاصيل الممكنة، وحقق المؤتمر ما يرنو إليه.
مؤتمر أثبت أنّ حزب العدالة والتنمية هو أكبر الهيئات السياسية في تركيا.
أكد المؤتمر على التمسك بروح التأسيس، وقام بتحديث المبادئ الأساسية له من أجل استمرارية الحزب في خدمة الشعب.
مؤتمر حزب العدالة والتنمية الخامس أكّد مرة أخرى على تجربة ونجاح حزب العدالة والتنمية بتجاوز الظروف الصعبة والأيام العصيبة، والذي لا يترك شيئا اعتباطا أو للحظ، وإنما يدرس كل شيء ويبنيه على أسس علمية وسياسية.
وقد عكس هذا المؤتمر الروح الذي تأسس الحزب عليها والتي زرعها مؤسسه، رئيس الجمهورية، رجب طيب اردوغان، وأعلن تمسك رئيس الحزب بهذه الروح، التي كانت سببا في تعلق الشعب بالحزب على مدار 14 عاما.
وكان هذا المؤتمر وسيلة لإعادة ضبط معايير الحزب حتى "لا ينحرف عن مساره"، وتم إيجاد معايير جديدة لتثبيت الحزب عليها من أجل الاستمرار في الحُكم والسير نحو أهدافه.
وعمل هذا المؤتمر على تأجيل كل القرارات والحسابات وكل الأمور غير الضرورية إلى ما بعد انتخابات 1 تشرين الأول/نوفمبر.

***

قد أخبرتكم أنّ رسائل مؤتمرات الأحزاب السياسية هامة جدا، وهذا ما كان في مؤتمر حزب العدالة والتنمية، حيث لاحظنا وجود "تمرد" لدى أنصار الحزب سواء أكانوا متواجدين داخل القاعة أم خارجها، وربما تستغربون من كلمة "تمرد".

"لماذا هناك تمرد؟"

هناك تمرد على عدم قدرة الحزب تشكيل الحكومة وحده، وتمرد على زعزعة الأمن والطمأنينة داخل أوساط الحزب وداخل الدولة التركية، وتمرد على الأوضاع الاقتصادية التي بدأت بالاضطراب، وهذا كله سيصب في مصلحة الحزب خلال الانتخابات المقبلة.

وعلى ما يبدو، فإنّ نتائج انتخابات 7 حزيران، وما أنتجته من شروط صعبة، وصعوبات تشكيل الحكومة، وما تزامن معه من بدء للأعمال الارهابية، وإشعال فتيل فتنة بين الأشقاء، واهتزاز صورة الاستقرار الاقتصادي، كلها عوامل ساهمت في التأثير بصورة مباشرة على أنصار حزب العدالة والتنمية، وساهمت في شعورهم بجدية الموقف.

ولهذا فإنّ حزب العدالة والتنمية خرج بعد هذا المؤتمر، محافظا على ثباته ووحدته الداخلية، ومتفهما لأحاسيس الشعب، ومقتنعا بضرورة تلبية حاجات الشعب فيما يتعلق بالعدالة والتنمية بصورة أسرع، ويدرك أهمية المحافظة على الاستقرار الاقتصادي والديمقراطي، وخرج متجاوزا عقبات البيروقراطية، وبصورة الحزب الذي تُعلّق عليه آمال الشعوب.

وخلاصة مؤتمر الحزب تتمثل في أنّ:

"وحدة حزب العدالة والتنمية، وحدة لتركيا".

عن الكاتب

أوكان مدرس أوغلو

كاتب في جريدة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس