جلال سلمي - خاص ترك برس

تبين الوثائق والمصادر التاريخية الموضوعية بأن المواطنين الأكراد والأتراك عاشوا جنبًا إلى جنب على طول المدى ودون أي خلافات قومية وعرقية منذ قدوم الأتراك من وسط آسيا إلى الأناضول في بدايات القرن التاسع حيث عاش القومان جنبًا إلى جنب بمحبة وتعاون نير ويحتذا به كمثال مثالي للإخوة.

ويرجع الخبراء والمختصين الإجتماعيين سر الإخوة والتعاون بين الأكراد والأتراك على مدى التاريخ إلى عدة قيم مشتركة فيما بينهم مثل الدين الإسلامي والثقافة الشرقية العريقة الأصيلة، ويبين الخبراء بأنه على الرغم من الخلاف السياسي بين بعض الأكراد والأتراك في تركيا الذي استخدموا العرقية لصالح مصالحهم الشخصية والحزبية إلا أن هناك اختلاط اجتماعي إخوي وثيق بين أبناء العرقين حيث يثبت الخبراء بأن هناك 2 مليون عائلة كردية وتركية تتمتع بحالة نسب وقرابة إلى جانب علاقات الصداقة المتينة التي تربط العديد من العوائل الكردية والتركية.

ويؤكد الباحث السياسي نجاتي أوزفاتورة، في مقال سياسي له بعنوان "حزب العمال الكردستاني خيانة للمواطنين الأكراد" نُشرت في جريدة تركيا بتاريخ 16 أيلول/ سبتمبر 2015، بأن "حزب العمال الكردستاني عبارة عن جماعة إرهابية تحمل أهداف سياسية لا تمثل المواطنين الأكراد المحبين لوطنهم تركيا كما يدعي بل يحمل أفكار تبته عليه القوات الإمبريالية العالمية وللأسف "مشكلة الشرق" التي عن طريقها حاولت هذه القوة تفكيك القوة العثمانية تكرر اليوم من خلال حزب العمال الكردستاني".

ويبين أوزفاتورة بأن "هدف هذه القوة واضح منذ تأسيس حزب العمال الكردستاني عام 1984 حيث هدفت بعض القوة الإمبريالية إلى دعمه من أجل إضعاف تركيا على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، واليوم يهدف العديد من هذه القوة إلى إبعاد تركيا بالكامل عن الساحة السياسية في المنطقة لكي يحلو لهم تقسيمها كما يريدون وكما يخططون".

ويشير أوزفاتورة إلى أن "الدولة التركية بكافة مؤسساتها وجهازها الاستخباراتي بشكل خاص على علم تام بما يجري وبما تخطط له هذه القوى من خلال استعمال هذا الحزب الإرهابي وتعمل على إتخاذ الإجراءات اللازمة لصد هذه الهجمات الشرسة المُقادة من قبل جهات معروفة بعينها".

ويرى الكاتب السياسي عادل سويلاماز، في مقال له بعنوان "الإخوة الكردية التركية نُشر في صحيفة ييني أسيا التركية بتاريخ 13 سبتمبر 2015، بأن "الخبراء السياسيين والاجتماعيين يلعبون دورًا كبيرًا وأساسيًا في دحض أفكار هذه الدولة الرامية إلى التفريق بين المواطنين الأتراك والأكراد من خلال كشف هذه الخطط وتوعية الرأي العام بها وكما يجب على حكومة العدالة والتنمية مراجعة المنهج التعليمي وإقرار منهج تعليمي جديد يشجع على الإخوة الشعبية بين جميع أطياف الشعب التركي ولا يدعم قومية بعينها ويجب تنشيط الحركات العسكرية العاملة على القضاء على هذه الجرثومة الإرهابية المُفرقة للوحدة الشعبية".

ويؤكد سويلاماز على "ضرورة تقوية التوعية السياسية لدى المواطنين وتوفير الأمن اللازم لهم لجعلهم يبتعدون عن حزب الشعوب الديمقراطي الذي ترتبطه علاقات وطيدة مع حزب العمال الكردستاني والذي يعتبره الكثير الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني، يجب على حزب العدالة والتنمية تقوية وتنويع وسائل تواصله مع المواطنين الأكراد لإيضاح مدى الضرر الذي يحمله حزب الشعوب الديمقراطي لهم".

ويوضح سويلاماز بأن "على المواطنين الأكراد أيضًا أن يكونوا أكثر ذكاءًا وعقلانية وأن يعو مدى الحرية والحقوق الديمقراطية التي أعطاها حزب العدالة والتنمية، لا بد أن يكونوا من حافظي الجميل برده ودعم حزب العدالة والتنمية للحصول على المزيد من الحقوق بطرق سياسية تفاوضية وليس عسكرية أمنية بشكل لا يمكن مقارنته حتى فعلى جانب تقف تركيا صاحبة ثاني أقوى جيش في الشرق الأوسط وعلى جانب أخر يقف حزب العمال الكردستاني العصابة الإرهابية التي تبحث عن داعم وتلهث وراء ذلك الداعم ومصالحه، فأيهم للنصر أقرب برأيكم؟".

ويدحض سويلاماز إدعاءات حزبي الشعوب الديمقراطي والعمال الكردستاني القائلة بأن تركيا تضطهد حقوق الأكراد ولا تعطيها لهم كيف هذا واليوم مساعد رئيس الوزراء جودت ييلماز ووزير المالية محمد شيمشاك ووزير الزراعة والثروة الحيوانية محمد مهدي أكار ووزير الطاقة يلديز طانار ورئيس الاستخبارات القومية هكان فيدان هم من أصول كردية، ماذا تبقى من الحقوق التي يجب على تركيا تقديمها للمواطن الكردي الذي يدعي حزب العمال الكردستاني بهتانًا وزورًا بأنه يدافع عنه".

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!