أوكاي غونينسين – صحيفة وطن – ترجمة وتحرير ترك برس

أعلنت أبرز الأحزاب السياسية التركية بياناتها الانتخابية خلال الأيام الماضية. كما أعلن حزب العدالة والتنمية بيانه الانتخابي بالأمس. وكان للجانب الاقتصاد الحيز الأكبر ضمن قائمة الوعود الانتخابية التي أعلن عنها رئيس الحزب "أحمد داود أوغلو". فالأمور السياسية جاءت في المرتبة الثانية من حيث الأهمية في هذا البيان.

ومما لا شكّ فيه أنّ الطبقة الوسطى وذوي الدّخل المحدود من المواطنين الأتراك سيبدون امتنانهم من هذه الوعود، لا سيما أنّ هذان الصنفان ظلّا منذ عام 2002 ملتفين حول العدالة والتنمية ولم يتخلّوا عنه. وفيما يخصّ الوعود الانتخابية التي تخصّ فئة الشباب، فإنّ هذه الوعود تلبّي طموح الشباب وتُسرّهم.

ومن المعروف لدى العامّة أنّ فرصة الظفر بالحكم تكون عادة سانحة أمام الحزب الذي كان بيده مقاليد الأمور في البلاد أو للحزب الأقرب إلى تسلّم السلطة. فالناخب عندما يقوم بمقارنة الوعود الانتخابية للأحزاب السياسية، فإنه ينظر عادة بجديّة أكثر للوعود الانتخابية الصادرة من الحزب الأكثر حظًّا بالظفر في تسلّم سلطة البلاد. ويبدأ بعد ذلك بإجراء مناقشات حول إمكانية تحقيق هذه الوعود.

عندما نلقي نظرة على البيان الانتخابي لحزب العدالة والتنمية، نجد أنّ مسألة الانتقال بالبلاد من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي الذي ثار الجدل في تركيا، موجود ضمن هذا البيان ولو بجملة واحدة. وقد وضع الحزب مسألة تغيير نظام الحكم في البلاد ضمن أهدافه، لاعتقاده بأنّ النظام البرلماني لم يعد قادراً على تلبية احتياجات الدّولة والمواطنين، حيث ذكر البيان بأنّ الانتقال إلى النظام الرئاسي سوف يخلّص البلاد من البيروقراطية. وإنّ هدف تغيير نظام الحكم في البلاد مرتبط بإصدار الدّستور الجديد. كما أنّ إصدار الدستور الجديد كانت من بين الأهداف السياسية الرئيسية التي أعلن عنها أحمد داود أوغلو.

ولكن في المقابل فإنّ الوضع السياسي الراهن توضّح بأنّه من الصعب لحزب العدالة والتنمية إجراء تغييرات في الدستور الحالي. لكن نتائج الانتخابات القادمة والتغييرات التي ستحصل في الهيكلية العامة للقيادة، سوف تخلق فرصًا جديدة للتحالفات والتي من المحتمل أن ينتج عنها إصدار الدستور الجديد.

كما أنّ تغيير قانون الأحزاب الذي تمّ إصداره في فترة حكم الجيش للدّولة، تدخل بين البنود الهامة التي تضمنها البيان الانتخابي لحزب العدالة والتنمية.

ومما لا شكّ فيه أنّ الشغل الشاغل في هذه الأيام هو الإرهاب وكيفية محاربة المجموعات الإرهابية التي تهدد أمن وسلامة الأراضي التركية. فالوعود الانتخابية لحزب العدالة والتنمية في هذا الخصوص تُعدّ من أهم الخطوات التي سيقوم بها حزب العدالة والتنمية في حال فوزه بالانتخابات القادمة. فقد تطرّق داود أوغلو إلى هذه المسألة حيث أشار إلى أنّ حزبه يسعى لتأصيل روابط الأخوة بين كافة فئات الشعب التركي وبالتالي سيتمّ القضاء على المجموعات الإرهابية التي تحاول زرع الفتنة بين أبناء الوطن الواحد.

عن الكاتب

أوكاي غونينسين

كاتب في صحيفة وطن


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس