أوكاي غونينسين – صحيفة وطن – ترجمة وتحرير ترك برس

هناك مواضيع أساسية تحملها كل انتخابات، ومن يستطيع توجيه الأجواء السياسية، ويستخدم خاماته وأدواته، يستطيع تحديد "المواضيع الرئيسية" للانتخابات، وقد كانت المواضيع الأساسية لانتخابات 7 حزيران/ يونيو، تتمثل بـ" طيب أردوغان" و"القضية الكردية"، وكل المعارضة جعلت من "أردوغان" الموضوع الرئيسي، بينما جعل العدالة والتنمية كل حملته الانتخابية تتركز على موضوع "القضية الكردية".

وسيكون موضوع الاستقرار السياسي والاقتصادي أحد المواضيع الرئيسية لانتخابات 1 تشرين أول/ نوفمبر، لأنّ ما نجم عن "مشكلة الإدارة" في الدولة وعدم القدرة على تشكيل الحكومة التي كانت بعد انتخابات 7 حزيران، سيجعل هذا الموضوع من المواضيع الرئيسية للأحزاب السياسية جميعها في الانتخابات المقبلة.

والموضوع الثاني، كان قبل عدة أشهر يتعلق بنقاشات "كيف نحقق السلام"، بينما تحول اليوم ليصبح تحت عنوان "الإرهاب"، ومع أنّ الجميع يستخدم مصطلح "الإرهاب"، إلا أنّ طرح السؤال الأول أيضا ما يزال مستمرا.

وبالنسبة للناخب، فإنه سيقرر حسم صوته بتأثير الموضوع الأول من خلال الإجابة على سؤال: "هل يتم تحقيق الاستقرار الاقتصادي والسياسي من خلال التصويت لحزب العدالة والتنمية أم من خلال عدم التصويت له؟".

وعند طرح هذا السؤال، يكون حزب العدالة والتنمية في وضع إيجابي، لما حققه على مدار 14 عام مضت من استقرار سياسي واقتصادي، ولأنّ أحزاب المعارضة وخصوصا حزبي الشعب الجمهوري والحركة القومية لا يملكون القدرة ولا الإرادة لإدارة الدولة في الوقت الراهن، لكن خوف الناخب من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي لا يعني بالضرورة أنه سيصوت للعدالة والتنمية.

الجميع اليوم يتحدث عن "الإرهاب"، وبرغم أنّ الغالبية العظمى تطلق هذا الاسم، إلا أنّ البعض يفضل استخدام كلمات أخرى لوصف هذه الأحداث، وعند الحديث عن موضوع "الإرهاب" كإحدى المواضيع التي ستؤثر على رأي الناخب، فإنّ نقاشات عديدة ستدور في أذهان الناس حول استراتيجية حزب العدالة والتنمية قبل انتخابات 7 حزيران وبعدها، وعندما يصوّت الناخب في انتخابات 1 تشرين الأول/ نوفمبر، سيضع هذه الاستراتيجية أمام ناظريه.

سنعرف سويا ليلة انتخابات 1 تشرين الأول/ نوفمبر انعكاسات موضوع "الإرهاب" على نسبة التصويت التي ستحصل عليها الأحزاب، لكن لا داعي الانتظار حتى مساء ذلك اليوم لمعرفة ارتدادات هذا الموضوع على الناخب الكردي، لأنّ ذلك واضح، وهو ابتعاد الناخب الكردي أكثر عن حزب العدالة والتنمية.

ما يجري الآن، يشير إلا أنّ نتائج الانتخابات، وبغض النظر عن الظروف، ستعكس ميلا سلبيا واضحا في أصوات الناخب الكردي لصالح حزب العدالة والتنمية، والأرجح أنْ ينعكس ذلك إيجابيا على نسبة الأصوات التي سيحصل عليها حزب الشعوب الديمقراطي.

لا أتوقع حدوث تغيير على هذين الموضوعين الرئيسيين للانتخابات المقبلة خلال فترة 45 يوم المتبقية، لكن حدوث تفاصيل دقيقة وتطورات حاسمة على صعيد الوعي لدى الناخبين، قد ينعكس بصورة كبيرة على نتائج الانتخابات، وهذا أمر وارد.

عن الكاتب

أوكاي غونينسين

كاتب في صحيفة وطن


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس