أوكاي غونينسين - صحيفة وطن - ترجمة وتحرير ترك برس

خلال الحرب الباردة وضع كل من الاتحاد السوفييتي وأنقرة نظامًا محددًا لأنفسهما من خلال وجودهما في قطبين متعارضين. كان العالم وقتها منقسمًا إلى معسكرين، وكانا يخوضان الحروب خارج حدودهما وكانا يهددان بعضهما البعض كثيرا ولكن بدون أي حروب بينهما على أرضيهما.

إلا أن اختراق الطائرات الحربية الروسية و طرد الطائرات الحربية  التركية لهذه الطائرات يحدث للمرة الأولى بين البلدين. وذلك بالرغم من لقاء بوتين للسيد أردوغان منذ فترة قريبة ولكن كأن روسيا تريد إيصال رسالة لتركيا والعالم وذلك عبر هذه الخروقات.

الرسالة واضحة مفادها أن الروس وضعوا أيديهم في المسألة السورية، وفي الفترة المقبلة لن يسمحوا لأي أحد بالاقتراب أو التدخل في هذه المسألة.

من يضع يديه في مستنقع الشرق الأوسط سيكون عليه صعبا الخروج منه. بذلت الولايات المتحدة الأمريكية بعد الحربين  جهودًا كبيرة للخروج  من المستنقع الذي وقعت فيه.

كان لأنقرة طوال السنين الأربعة الفائتة خطوط واضحة تجاه سياستها بشأن سوريا: وهي أن نظام الأسد زائل وستقوم بمساعدة المعارضين لهذا النظام من الخارج. ولا يوجد في الشرق الأوسط نظام وحشي وقاتل مثل نظام بشار الأسد.

تتجلى تلك الوحشية فيما يمارسه بشار الأسد ضد معارضيه، وأزيد على ذلك وحشية داعش على كل خصومه.

بالنتيجة، إن المنتظر من الجيش السوري الحر أو المتوقع منه ليس مؤكدا لحد الآن، فهو على الرغم من وجوده ليس له أي تأثير جدي ولا توجد قوة عسكرية مقابلة لقوة بشار الأسد غير داعش والتي وضعتها أنقرة ضمن قائمة الإرهاب.

عندما وضع الروس والإيرانيون أيديهم على سوريا والمسألة السورية كانت داعش تقوم بمهمة التنظيف. وكما يقال في السياسة الخارجية لا توجد أبدا صداقة أبدية أو عداوة أبدية. إن تغير الظروف في السياسة والسياسة الخارجية ضمن شروط جديدة يستدعي مراجعة هذه السياسات. وإذا لم تؤخذ هذه المواضيع على محمل الجد يمكن أن يؤول الوضع الحالي إلى انغلاق وإلى خسائر كبيرة.

الأمر نفسه ينطبق على فتح العلاقات بين مصر وتركيا كما ينطبق على فتح العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية  وتنطبق الشروط نفسها مع كوردستان العراق والمناطق الكردية السورية.

عن الكاتب

أوكاي غونينسين

كاتب في صحيفة وطن


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس