ترك برس

تحاول روسيا مجدّدا أن تلعب دورا في المشهد السوري من خلال العمليات العكسرية التي تقوم بها في سوريا، والتي ادّعت أنها ضد تنظيم داعش، في الوقت الذي أظهرت فيه التطورات عكس ذلك.

بات واضحا أن روسيا لم تقم بالعمليات العسكرية في سوريا من أجل محاربة داعش، إذ قامت من خلال طائراتها باستهداف مناطق تواجد الجيش الحر والمدنيين، من دون أن تطلق صاروخا واحدا على المنطقة الممتدّة بين منطقتي "كاركامش" في مدبينة غازي عنتاب و"مدينة كلس" والتي تعد مأوى لميليشيات داعش.

تسعى روسيا في الوقت الحالي إلى زج عناصر داعش في الأراضي التركية، تحت ذريعة أن عناصر من داعش عبرت إلى سوريا عبر الحدود التركية السورية.

وتسعى روسيا إلى تحقيق ذلك من خلال العمل المشترك بين الأسد وحزب الاتحاد الديمقراطي، بعد أن أكد الأخير المتواجد في عفرين وعين عرب دعمه التام لروسيا.

منذ بداية الأزمة السورية أخذت روسيا على عاتقها مهمة الدفاع عن الأسد، وتجدّد روسيا قرار دعمها لنظام الأسد بين الحين والآخر إما بالقول أو الفعل، وآخر ما قامت به هو بناء رادارات على طول 240 كيلومتر من سماء اللاذقية لحماية المدينة.

ويرى محللون أن روسيا لم ترغب بالأساس بمحاربة داعش، إذ قامت بدلا من محاربته بتأمين ممرات آمنة له على طول الحدود التركية، بغية زج عناصره في الساحة التركية، ولا سيما أن التنظيم كان قد أبدى امتعاضه من موقف تركيا الداعم للتحالف الأمريكي المعادي للتنظيم.

وأشار محللون إلى أن روسيا من خلال ما تقوم به من تحالف مع الأسد وحزب الاتحاد الديمقراطي تسعى بالدرجة الأولى إلى تحقيق مصالحها على كافة الأصعدة.

وقد اختصر محللون أن أهم ما يمكن أن تحققه روسيا من خلال دورها الحالي في سوريا: "أنها تستطيع من خلال تحالفها مع الأسد وحزب الاتحاد الديمقراطي أن تزج عناصر داعش في الساحة التركية، وبالتالي تنشر الفوضى في تركيا وتضع تركيا في موقف حرج، وتجعلها خارج اللعبة السياسية".

ويستطيع حزب الاتحاد الديمقراطي من خلال تنظيم "بي كي كي" أن يحقق مآربه التي يسعى إلى تحقيقها في تركيا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!