جلال سلمي - خاص ترك برس

سطر حزب العدالة والتنمية أحد الأساطير والنماذج فريدة النجاح والتنمية والنماء في منطقة الشرق الأوسط التي تُعد من المناطق التي يُصعب على الدول فيها التطور بهذا الشكل الفريد لعدة أسباب أهمها انعدام النظام الديمقراطي المُنتخب عن طريق الشعب والذي يضطر إلى إحداث تنمية وتطور لأنه يعلم بأنه يوجد فترة حساب انتخابي في نهاية دورته سيقرر من خلالها الشعب بقاؤه أو انعزاله.

تجربة حزب العدالة تجربة نيرة يمكن تقييمها بشكل موضوعي للاستفادة منها والخطي بُخطى مشابهة لها لتحقيق تقدم اقتصادي وسياسي وعسكري واجتماعي وثقافي ملموس، حزب العدالة والتنمية هو عبارة عن مؤسسة تم تشكيلها وتأسيسها من قبل ثلة انفصلت عن حزب رفاه الذي كان يتزعمه نجم الدين أربكان عام 1998، وكان اسم هذه المؤسسة في ذلك الوقت "حركة المُجددين" والتي ضمت جميع أطياف الشعب التركي وأصبح لها كيان قوي وضخم وبتاريخ 14 آب/ أغسطس 2001 أعلن كل من رجب طيب أردوغان وعبدالله غل وبولنت أرينتش تأسيس حزب العدالة والتنمية كحزب ديمقراطي محافظ وتزعم الحزب في ذلك الوقت عبد الله غل لوجود حظر قانوني على رجب طيب أردوغان من تولي أي منصب سياسي في ذلك الوقت.

ومن ضمن المؤسسين للحزب نرى بولنت أرينتش، من هو بولنت أرينتش؟ وماهي المواقع السياسية التي حظي  خلال مسيرته السياسية؟ وماهو دوره في دفع عجل التطوير والتقدم التي تبناها حزب العدالة والتنمية؟

وُلد بولنت أرينتش بتاريخ 25 أيار/ مايو 1948 في مدينة بورصة الواقعة غرب وسط تركيا في أسرة يعمل والدها إبراهيم أرينتش ضابط في قوات الدرك التركية ووالدتها سفديا أرينتش ربة منزل، كانت أسرة أرينتش مكونة من أربع أطفال بولنت هو الطفل الرابع، فقد بولنت والده وهو في سن الثانية عشرة، وتحملت والدتهم من خلال عمل الخياطة وإخوانه الكبار الذين عملوا بعد المدرسة إعالة العائلة.

أنهى بولنت مرحل تعليمه الابتدائية والإعدادية في مدارس بورصة وبعدها انتقل إلى مدينة مانيسا لإنهاء المرحلة الثانوية، وبعد تخرجه منها بتحصيل جيد التحق عام 1966 بكلية الحقوق التابعة لجامعة أنقرة وتخرج منها عام 1970، بعد تخرجه عمل كمحامي حر لفترة طويلة في مدينة مانيسا، اهتم بالسياسة خلال فترة دراسته وكان أول عمل سياسي له هو من خلال انضمامه لحزب السلامة القومية "الإسلامي" الذي أسسه سليمان عارف إيمره وتزعمه نجم الدين أربكان عام 1972 وبعد انتقال أرينتش إلى مانيسا ترأس قيادة الجناح الشبابي للحزب هناك وبعد عام ترأس رئاسة الحزب في المدينة.

وبقي نشط في حزب السلامة القومية على الرغم من إغلاقه وتغيير إسمه أكثر من مرة حيث أصبح اسمه حزب الرفاه عام 1985 ومن ثم حزب الفضيلة عام 1997 وعلى الرغم من  تأسيس حركة المجددين بالتعاون مع رجب طيب أردوغان وعبد الله غل داخل حزب  الفضيلة لم ينفصل عن الحزب بشكل كامل وبقي مشارك بالعمل به.

قبل الانفصال عن حزب الرفاه دخل باسمه مرشح عن مدينة مانيسا بتاريخ 24 أيلول/ ديسمبر 1995 وتم انتخابه واستطاع دخول البرلمان التركي لأول مرة، وعمل خلال دورته البرلمانية الأولى في هيئة العدالة وهيئة الاتحاد الأوروبي، بعد انتهاء دورته الانتخابية عام 1999 تم انتخابه مرة أخرى كنائب عن حزب الفضيلة في الانتخابات البرلمانية التي جرت في نفس العام وخلال هذه الدورة عمل كوكيل لرئيس مجموعة الكتلة البرلمانية التابعة لحزب الفضيلة، وفي عام 2000 انفصل عن حزب الفضيلة بشكل كامل وفي عام 2001 شارك في تأسيس حزب العدالة والتنمية.

شارك في انتخابات 2002 كمرشح عن حزب العدالة والتنمية في مدينة بورصة وعام 2007 في مدينة مانيسا وفي عام 2011 في مدينة بورصة، انتُخِب خلال الدورة الأولى رئيسًا للبرلمان التركي وخلال الدورتين الثانيتين شغل منصب نائب لرئيس الوزراء وناطق رسمي باسم الحكومة واستمر في ممارسة هذه المهام حتى انتخابات 7 حزيران/ يونيو 2015.

عُرض اسمه كمرشح لانتخابات رئاسة الجمهورية عام 2007 ولكنه أعلن قبل إجراء الانتخابات البرلمانية للرئاسة بأنه لن يترشح لذلك المنصب، ورأى مُطّلعون على حزب العدالة والتنمية بأنه تراجع عن الترشح حتى لا يحدث خلاف داخل الحزب إذ كان يُتوقع ترشح عبد الله غل وهذا ما حدث بالفعل.

شُهد له خلال فترة عمله السياسية في إطار حزب العدالة والتنمية الالتزام بالمهام المُوكلة إليه دون أي اعتراض على الرغم من كونه أحد مؤسسي الحزب ومن أقدم كوادره.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!