صالح تونا - صحيفة: يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس

أعلن وزير الخارجية الأسبق ومستشار الخميني والسياسيات الخارجية الإيراني ابكار ولايتي أن وجود الأسد أصبح مهددا وأن الخطوط الحمر قد تم تجاوزها، وهو الأمر الذي لم يكن بالجديد. كما ووضح بأن مساعدتهم ليست تدخلًا خارجيًا في السياسات الداخلية لسوريا. فما دور جنرالات إيران في سوريا؟

يدّعون بأن الأسد هو اختيار الشعب وأنهم يحترمون هذا الاختيار؛ لهذا قبلوا دعوة الأسد لهم، ومثلهم كانت روسيا التي قبلت دعوة الأسد وأضافت عليها حجة إرهاب داعش. فاذا كان الحال هكذا؛ لماذا انزعجوا وأقاموا الأرض ولم يقعدوها عندما قبلت تركيا دعوة إقليم شمال العراق ودخلت الموصل؟ فإذا كان للشعب السوري حق الاختيار فلماذا يفعلون هذا؟ ألا يشبه كلامهم هذا ما كانت تدعيه الولايات المتحدة الأمريكية في حرب الخليج عندما كانت تقول إنها ستجلب الديمقراطية إلى العراق؟

ورغم أنى لم امدح تصريحات الناتو ولا الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت تسعى في تقليل التوتر بين أنقرة وموسكو إلا أنني أثمن جهود السيد ولايتي. ألا تعتبر حججهم في إسقاط حق تركيا بالتدخل في الموصل غير مقبولة مثل قولهم "جهود التحالف الدولي غير موحدة". كما تعتبر تصريحات كبير مستشاري الخميني بأن التوتر الحاصل بين تركيا وروسيا لن يُسعد إلا إسرائيل وامريكا باطلة، وينسى الحقيقة الظاهرة للعيان بأن إسرائيل راضية عن الأسد.

ما هي تلك الخطوط الحمراء التي يتحدثون عنها؟ في الأيام القليلة الماضية سمعنا كلام كيري الذي بدى واضحا فيه أنه بات يقبل بسوريا الأسد، في الوقت الذي كانت فيه المخابرات الأمريكية وعلى لسان ميشيل مورال تقول إن أمريكا ترى في الأسد خطرا يهدد الأمن الدولي.

من بات اليوم ضد محور الممانعة؟ إذا قلتم إسرائيل فهي موافقة وباصمة بالأربعة عليهم. فبعد أن تحول الربيع العربي إلى حزن عربي، تدمرت سوريا بعد العراق، وانقلب العسكر في مصر، وأصبح الانتصار الأول لهم على إسرائيل في 2006 مأساة مذهبية أهلكت لبنان.

قلتها من قبل وأعيد: إن لم تمسك إسطنبول بيد طهران والقاهرة فإن الاحتلال والدمار في المنطقة لن يتوقف، لكن ومع الأسف خسرنا القاهرة في انقلابهم المشؤوم. هنالك اليوم يدان: الأولى استراتيجية وتحالف عسكري في محور المقاومة، فماذا يمكن إن تكون الثانية؟

عن الكاتب

صالح تونا

كاتب في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس