علي نور كوتلو - صحيفة يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس

كتيبة الحسين، وكتيبة علي بن أبي طالب، وفرقة فاطمة، وفرقة زينب، وقوات أنصار المهدي، وقوات القدس... هل تعلمون من هم هؤلاء؟ انها أسماء المجموعات الإيرانية التي تقاتل مع الأسد مجموعات المعارضة، نعم أنهم يقتلون المسلمين وينادون باسم النبي وأهل بيته الطاهرين!

يقتلون المسلمين السنة وهم يصرخون ويحرضون أنفسهم بشعارات مثل: حب الإمام حسين، الأخذ بثارات الحسين، القتال ضد جيش يزيد، القتال ضد قاطعي رأس الإمام حسين، القتال باسم الإمام المهدي...ويرون أن من حقهم القتل باسم أهل بيت الرسول، وينكرون على أهل السنة حب علي والحسن والحسين وفاطمة وزينب، ولا يريدون أن يعلموا أن تركيا تعج بأسماء أهل البيت على الأقل كما في إيران!

قد يقيم البعض ممن يتعاطفون مع إيران أن كتاباتي هذه بأنها طائفية، ولا يعلم هؤلاء بأني كتبت كثيرا ولسنوات طويلة في دعم الثوة الإيرانية، وأنا أشعر بارتياح وسلام داخلي وأنا أكتب هذه الأسطر. ولهذا فإنني أقولها وبكل وضوح بأن هذا القتل باسم أهل البيت في اليمن والعراق والبحرين وباكستان وأفغانستان وطاجكستان والإمارات لن يؤدي إلا إلى نسف الوحدة الإسلامية.

لماذا إيران؟ ألم يجدوا بين المسلمين إلا هي؟ ولماذا هذه المسافة بينهم وبين أهل السنة؟ في هذا أقول بأن حروب إيران وسياساتها لم تكون يوما من الأيام في حقيقتها باسم أهل البيت أو الإسلام والمسلمين، وإنما كانت بأحلام وأهداف توسعية إمبراطورية فارسية في القرن الحادي والعشرين، وهي تستخدم الإسلام والمسلمين وأهل البيت كأدوات في هذه المشروع، فمن الغريب والعجيب أنك لا تستطيع أن تجد لإيران أي حرب مع أي من أعداء المسلمين وتجد أن كل حروبها مع المسلمين، وأن أخطأت فذكروني. والمحزن هنا أن شخصا مثلي كان قد أمن بإيران يوما ما ووصل في قناعاته إلى هذه النقطة. والحال ذاته في داعش والوهابية التي لا تمثل الإسلام والمسلمين ومن يدعي غير ذلك يصبح مثار سخرية للناس.

 

إن عملية التقييم والفهم المذهبية مهمة جدا لتركيا، فهي لا ترى في الشيعة والسنة أو أي من المذاهب الأخرى أي عداء، وستُحرق تركيا عن بكرة أبيها إن قاتلت باسم أهل البيت أو أهل السنة، ولهذا فهي تسعى جادة لبناء جسور الصداقة بالتوازي مع كلا البلدين إيران والسعودية، وهو الأمر الذي تفردت به تركيا عن غيرها من الدول. فالعالم الإسلامي بات اليوم بأمس الحاجة إلى فهم إسلامي عالمي جامع صحيح بعيد عن الحزبية والتعصبية الجاهلية.

عن الكاتب

علي نور كوتلو

كاتب في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس