علي نور كوتلو – صحيفة يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس

كثر في الآونة الاخيرة سماعنا لمقولة "لم تصلوا إلى مستوى إيران"، وأصبحت إحدى أكثر الجمل استخداما من قبل المنتقدين للسياسة الخارجية التركية، فأضحينا نقرأ بين كلماتهم جملًا وأقوالًا مثل "إيران ناجحة جدا أما تركيا فلم تصل إلى هذه الدرجة من النجاح بعد".

إيران تفقد مواطنيها في أربع دول

إيران التي تدخلت بشكل فعلي في المناوشات والصراعات في كل من سوريا ولبنان والعراق واليمن تفقد يوميا عددا من عساكرها وضباطها لكن لا توجد تصريحات عن هذه القوات التي ذهبت ولم تعد ولا أحد يعلم العدد الحقيقي لأولئك المفقودين أو القتلى.

كما أن لا أحد يعلم كم الأموال المصروفة على تجهيزات تلك العساكر ولا توجد تقارير معلنة عن ميزانية هذه القوات وما تحمله الاقتصاد الايران من صعوبات في سبيل ذلك. خصوصا أن إيران التي كانت تخضع لحصار اقتصادي واصلت بالخفاء استيرادها للسلاح والذخيرة من روسيا والصين عبر اتفاقات سرية.

الحمد لله أن تركيا لم تهاجم دول الغير...

إراقة دماء المسلمين

إيران ومن خلال تدخلها الهجومي الغاشم في الصراعات الداخلية لتلك الدول قد استباحت وأراقت دم المسلمين هناك، فهي لم تقاتل أي دولة مسيحية أو يهودية أو غير ذلك ولم تحارب يوميا غير الدول الإسلامية. أما في هذه الدول الأربعة فهي تقف وجها لوجه مع المسلمين السنة وتطلق على كتائبها المقاتلة هناك أسماء مثل كتائب الإمام الحسين وجيش المهدي وغيرها من الأسماء المنسوبة إلى آل البيت.

تغذي الحرب المذهبية

إيران التي ترى بمئة وثلاثين مليون شيعي في العالم كعناصر قابلة للتحول إلى عناصر مقاتلة لم تترك أي أقلية شيعية في المنطقة الممتدة من أذربيجان إلى المغرب العربي دون إقامة العلاقات معها وتلقيحها أيديولوجيا لتتحول هذه الأقليات في النهاية إلى خصوم للمسلمين السنة. فاليوم نرى إيران تدعم الميليشيات الشيعية التي قد أنشأتها وطعمتها ونكهتها بالإرهاب في كل من المملكة العربية السعودية، والبحرين، والإمارات المتحدة، واليمن، وباكستان، وأفغانستان، والعراق، وسوريا وتركيا.

الحمد لله أن تركيا عملت دائما على منع الحروب المذهبية.

خلق نظام قمعي من خلال إيجاد طبقة الرهبان

فالخميني وبعد نجاح ثورته الإسلامية عمل على تحويل هذه الثورة إلى ثورة شيعية بداية ثم إلى نظام قمعي دكتاتوري مؤخرا. فالمُلالي في قم ومشهد تحولوا إلى طبقة من الرهبان المنهزين عن المسألة. وأصبحت حقوق الإنسان وحرية الشعب والحرية الدينية ترضخ تحت ضغوطات حراس الثورة وشرطة الأخلاق وأفراد الباسيج.

الحمد لله أنه لا وجود لطبقة الرهبان في تركيا ولا نرى تسلطتهم وقمعهم.

حولت الصديق إلى عدو وجعلت من العدو أعز الأصدقاء

في الوقت الذي سعى فيه العالم أجمع للضغط على إيران وخنقها كانت تركيا تقف بجانب طهران وتساندها لتمنع حصول كوارث جمة، وفي تلك الفترة كنا نسمع إيران تقول "صديق الروح" عن تركيا وتصف الولايات المتحدة الأمريكية بـ"الشيطان الأكبر". أما اليوم ومع تغير موازين المنافع والمصالح أصبحت الولايات المتحدة "الصديق الأمريكي" وأضحت تركيا "العدو". ولم تكتفي إيران بذلك بل نراها تقف في وجه العالم الإسلامي أجمع وتأخذ موقعها بين روسيا والصين والولايات المتحدة الامريكية وإنكلترا وفرنسا وتعمل مع هذه الدول مجتمعة لإزهاق أرواح المسلمين وإراقة دماء الأبرياء دون أي شعور بالذنب.

الحمد لله أن تركيا لم تتخلى عن أصدقائها يوم ولم تخن الثقة ولم تقف مع الأعداء لتريق دماء المسلمين.

التُقية الميزة الشخصية الأساسية

خيانة المعاهدات والوعود والحنث بالايمان أصبح مشروع ومباح بناءً على إحدى فتاويهم، وأصبحت "التُقية" المبرر استخدامها ضد الأعداء أسلوبا في التعامل مع المسلمين. فإيران ترى بتوقعها لمعاهدات التعاون المشترك مع العدو في أثناء حديثها عن الصداقة، وخيانة للأصدقاء في أثناء حديثها عن العدو حدثا طبيعي. فلم نعد نعرف في أي صف يجب تصنيف إيران التي خلطت الحابل بالنابل والتي بثت الروح من جديد في " لعبة العجم" فلم تؤمن لأحد ولم تثق بأحد ولم تعطِ ظهرها لأحد أيضا.

الحمد لله أن تركيا صاحبة موقف ثابت وفية بالوعد وصادقة باليمين.

الحمد لله كثيرا أن تركيا لم تصل إلى مستوى إيران بعد...

عن الكاتب

علي نور كوتلو

كاتب في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس