أفق أولوطاش - صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس

لا تهتموا إلى الإعلام المغرض الذي يروج للصراع مع داعش بل من جهة أخرى علينا كشف الأطراف التي تقف خلف داعش بشكل خفي ويخفون جرائمهم بشكل جيد وكأن شيئا لم يكن.

كانت تركيا أول من وقف في وجه داعش بين الدول وفي ذلك الوقت كان يقال: "اتركوا لا يوجد صراع مع داعش"، وفي نفس الوقت كانت هذه الأطراف المذكورة مشغولة بدعم تنظيمات كداعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية.

تدعي هذه الأنظمة الثلاثة روسيا، وإيران ونظام الأسد أنها تقاتل داعش في سورية وبحجة هذا الادعاء فقد قلبت سورية رأسا على عقب حتى طال هذا الدمار أفران الخبز والمدارس والمدنيين.

لقد أقحموا تنظيم داعش في صلب سورية إقحامًا ولذلك فإننا عندما نقول داعش فإننا بذلك نتكلم عن داعش العراق الطبيعي وليس المفتعل في سورية. نحن نستطيع فهم أهداف انتشار وتوسع داعش في العراق لكن ليست لدينا القدرة الكافية على فهم انتشاره في سورية.

جماعة التوحيد والجهاد، وتنظيم القاعدة في العراق، ومجلس الشورى الجهادي، مثل هذه التنظيمات لها تاريخ أما داعش فليس لها تاريخ معروف فهي تشكلت من رحم فوضى المنطقة، فبعد أحداث 11 أيلول/ سبتمبر هاجر الكثير منهم من أفغانستان إلى إيران والهاربين من سجون الأمريكان في العراق والهاربين من سجون نظام الأسد في سورية والأهم من ذلك أنه بعد حرب العراق التحق الكثير من المجاهدين الأجانب بتنظيم داعش.

هؤلاء الثلاثة إيران وروسيا ونظام الأسد، عندما كانوا يستفيدون من تواجد داعش في سورية وداعش بنفسها كانت مشغولة بقتل وتقسيم المعارضة السورية.

وطبعا كان أكبر أهداف تركيا هي دعم المعارضة أي كانت إحدى الطرق لمواجهة تنظيم داعش، فتركيا كانت أول من قدمت الدعم للمعارضة السورية، وقد قدمت تركيا الدعم ليس في سورية وحسب بل في العراق أيضا لمواجهة داعش.

حتى تحت الضغوط الواقعة على تركيا داخليا كانت تركيا تواصل النضال ضد داعش.

كان آخر مثال على ذلك، التوتر الحاصل بين تركيا والعراق حول معسكر بعشيقة، بيد أن الجيش التركي جاء  إلى جارته العراق مدافعا عنها من داعش ومدربا للعراقيين ورغم أن تركيا أخذت موافقة الحكومة العراقية بفعل هذا.

لكن بعض المسؤلين السياسين العراقيين قابلوا زيادة التدابير الأمنية للمعسكرات العراقية المتاخمة لتنظيم داعش بـ"إخلال السيادة"، أي سيادة في العراق وهل يوجد إنسان عاقل يرى تدخل إيران وروسيا في العراق؟

لماذا تنزعج إيران وروسيا الذين هم شركاء لداعش من نضال تركيا في العراق ضد داعش؟ تمعنوا في السطور التي كتبتها في الأعلى.

عن الكاتب

أفق أولوطاش

كاتب في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس