ترك برس

لم يمضِ وقت طويل على انتخابات 7 حزيران/ يونيو 2015 التشريعية، حتى أعلن حزب العمال الكردستاني "بي كي كي"، المصنف إرهابيا في تركيا، الانقلاب على عملية السلام الداخلي التي كانت جارية بينه وبين الحكومة التركية، ويأتي ذلك على الرغم من تأكيده على المثول لمبادئ عملية السلام الداخلي، في حين تمكن حزب الشعوب الديمقراطي "السياسي الكردي" من الفوز في الانتخابات البرلمانية.

وفي سابقة هي الأولى من نوعها، حصل حزب الشعوب الديمقراطي على نسبة 14% في الانتخابات التشريعية، ولكن ذلك لم يُغنِ حزب العمال الكردستاني عن الانقلاب على عملية السلام الداخلي، وباشر في عمليات اغتيال لضباط في الجيش واستهداف المقار الخاصة به والموجودة في شرقي وجنوب شرقي تركيا.

وعزا المراقبون انقلاب حزب العمال الكردستاني في تلك الفترة بالتحديد، على الرغم من سير بوصلة الانتخاب حسب ما يرغب، إلى طموحه في إعلان الاستقلال الذاتي في بعض مناطق شرقي وجنوب شرقي تركيا، مستفيدًا في ذلك من الدعم الوفير المُقدم له ولنظريه "حزب الاتحاد الديمقراطي في سورية"، ومستفيدًا من الموجة الإعلامية الداعمة للأكراد وحقهم في الاستقلال الذاتي.

علمت الاستخبارات التركية منذ اليوم الأول لانقلاب العمال الكردستاني على عملية السلام، عن الأساليب التي ينوي استخدامها في تحقيق هدفه، وكانت أهم هذه الأساليب هي؛ تزويد عناصره بالسلاح من خلال حزب الاتحاد الديمقراطي، وحفر الأنفاق في شوارع وأزقة المدن والقرى، واغتيال قادة الجيش والشرطة وقادة "حزب الدعوة الحرة" الكردي ذي النهج الإسلامي المعتدل، والسيطرة على مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية، لذا على الفور أعلنت عن عملية "الخندق" العسكرية لصد هذه العمليات.

وفي ضوء النجاح الذي تكللت به عمليات الجيش التركي من خلال القضاء على عدد كبير من عناصر حزب العمال الكردستاني وإعادة السيطرة على بعض القرى والنواحي التي سيطر عليها، تمكنت قوات الاستخبارات التركية من التوصل إلى خطة جديدة لحزب العمال الكردستاني، كان ينوي من خلالها توسيع رقعة أعماله "الإرهابية" لتصل بعض المدن المركزية أيضًا، مثل إسطنبول وأنقرة وإزمير.

وبهذا الصدد، توضح صحيفة "صباح"، استنادًا إلى المصادر الاستخباراتية التي أفشت عن بعض الجوانب الأساسية لخطة حزب العمال الكردستاني الجديدة، أن حزب العمال الكردستاني الانفصالي عمل خلال الفترة الماضية على إعداد خطة اغتيال واستهداف لعدد من الشخصيات والمؤسسات الإعلامية المُعارضة لفكره الانفصالي، مشيرة ً إلى أن حزب العمال الكردستاني هدف إلى تحقيق هذه الخطة، من خلال التعاون مع المنظمات اليسارية المتطرفة المتواجدة في المدن المركزية.

وتبين الصحيفة أن المصادرة الاستخباراتية أفادت لها، تمكنها من كشف هذه الخطة وتفاصيلها، وتمكن من إحباطها من خلال القبض على زمرة كبيرة من المتعاونين مع حزب العمال الكردستاني "الإرهابي" من المنظمات اليسارية الشيوعية المتطرفة، مضيفةً أن ثلة من السياسيين والصحافيين والفنانين والمؤسسات الإعلامية، كانت في مرمى هدف حزب العمال الكردستاني والمنظمات اليسارية الأخرى المتعاونة معه.

هذا وأشارت رئاسة الدائرة الاستخباراتية في وزارة الداخلية التركية، عبر صفحتها الإلكترونية، إلى أن حزب العمال الكردستاني أراد من خلال تلك الخطة، رفع معنويات عناصره المنهارة جراء الضربات القاسية التي تلقتها تلك العناصر منذ بدء العمليات العسكرية في 22 تموز/ يوليو من العام المنصرم.

وأردفت الدائرة موضحةً أن حزب العمال الكردستاني أسس جهاز استخباراتي تحت اسم "رال"، لتجميع المعلومات عن الشخصيات والمؤسسات المطلوبة.

ووفقًا لتصريحات الدائرة، فإن حزب العمال الكردستاني جند لعملياته الاستخباراتية مجموعة من الأجانب المُقيمين في تركيا، وكانت الأغلبية المُجندة هي من المواطنين الإيرانيين، وقد تم الاتفاق بين حزب العمال الكردستاني والمُجندين على تقاضى 15 ألف دولار كأجرة مادية مقابل المعلومات الاستخباراتية التي كانوا يهدفون إلى الحصول عليها لنقلها للحزب.

وكشفت الدائرة أن حزب العمال الكردستاني أسس عدة وحدات لتنفيذ عمليات الاغتيال والاستهداف، وأهم هذه الوحدات هي "وحدة تحرير كردستان"، وكان يهدف حزب العمال الكردستاني تطبيق عملياته من خلال التعاون مع حزب التحرر الشعبي الثوري ـ جبهة "الشيوعي المتشدد"، وحزب الماركسية اللينينية الشيوعي.

ولإفشال هذه الخطط، عملت وزارة الداخلية التركية على تشديد الحراسة على الشخصيات والمؤسسات المُدرجة في الخطة، وكما قامت بالقبض على عدد من المشتبهين، للتحقيق معهم وكشف المزيد من خفايا الخطة التي أعدها حزب العمال الكردستاني لتقويض الأمن والاستقرار داخل المدن المركزية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!