جلال سلمي - خاص ترك برس

أقدمت القوات العسكرية التركية، السبت، 13 شباط/ فبراير 2016، على ضرب بعض النقاط الخاصة بحزب الاتحاد الديمقراطي في منطقة "أعزاز" القريبة من الحدود التركية، مخلفةً عددًا كبير من القتلى والجرحى في صفوفه، وأكدت الحكومة التركية أن ضرباتها مستمرة، ما استمر حزب الاتحاد الديمقراطي في اختراق الشروط التركية القاضية بتحذيره من الإقدام على تخطي نهر الفرات صوب الغرب.

وعلى صعيد متصل، أعلنت الحكومة التركية، في نفس التاريخ، عن وصول 8 إلى 10 طائرات حربية سعودية إلى قاعدة "إنجيرليك" العسكرية في مدينة أضنة، مشيرة ً إلى أن المملكة العربية السعودية ستستخدم هذه الطائرات في حربها ضد داعش والمنظمات الإرهابية الأخرى.

وانهمرت ردود الفعل الدولية المناهضة للتحركات التركية السعودية، والتي لم يظهر لها أي كيان إبان التدخل الروسي في سورية، بشكل لم يكن يتوقع شدتها أحد، إذ أدانت الكثير من الأطراف الدولية التحركات التركية السعودية، مطالبة ً تركيا بالعزف الفوري عن استهداف مقاتلين حزب الاتحاد الديمقراطي.

وفي ذلك السياق، عبرت الإدارة الأمريكية، على لسان نائب الرئيس الأمريكي "جون بايدن"، عن قلقها الشديد إزاء استهداف تركيا لحزب الاتحاد الديمقراطي الذي يُعد العنصر الأجدر في محاربة داعش، على الساحة السورية.

وطالبت الإدارة الأمريكية تركيا بإيقاف استهدافها لعناصر حزب الاتحاد الديمقراطي، مؤكدة ً لتركيا بذلها جهود حثيثة لمنع حزب الاتحاد الديمقراطي عن التقدم لتحقيق سيطرة جغرافية جديدة، مستغلا ً حالة الضعف التي مُنيت بها قوات المعارضة السورية المعتدلة، غداة التدخل الروسي وتضافر الجهود بينه وبين قوات النظام لاسترداد السيطرة على بعض المناطق التي حازت عليها قوات المعارضة في فترات سابقة.

وساندت الحكومة الفرنسية مطالب الإدارة الأمريكية، مشيرة ً إلى أن استهداف تركيا لعناصر حزب الاتحاد الديمقراطي، لا يصب في صالح التطورات الجارية في سورية، بل يؤجج من حدتها ويولد مساحات جديدة للاقتتال.

وعلى الرغم من تحفظ الإدارة الروسية في إلقاء تصريحات متعلقة بالتحركات التركية السعودية، إلا أن وكالة "انترفاكس" الروسية نقلت، عن السفير الروسي "ألكسندر كينشاك"، قوله إن التحركات التركية السعودية لا تتفق مع اتفاقيات فيينا المبرمة بين مجموعة الدول الداعمة لسوريا.

وفي إطار التعقيب التحليلي على التحركات العسكرية التركية السعودية، أوضح الخبير الاستراتيجي "مليح ألتين أوك" أن هذا التحرك انتظره الشعب السوري وثورته منذ زمن بعيد، وعلى الرغم من تأخره إلا أنه يبقى التحرك العسكري الوحيد الذي يصب في صالح الشعب السوري وثورته.

وأضاف ألتين أوك، في مقاله "هم يتدخلون، ولكن أنتم لا يحق لكم"، نُشر في صحيفة "صباح"، بتاريخ 15 فبراير 2016، مبينًا أن روسيا تدخلت في سورية، وتطبق الآن في سورية، سياسة الأرض المحروقة، ولكن لم نرَ أي استنكار دولي أو مطالبة من قبل بعض الدول لروسيا، لإيقاف تلك الجرائم التي ترتكبها بحق المدنيين والمعارضة السورية المعتدلة، بذريعة محاربة "داعش"، ولكن ما إن أبدت تركيا والسعودية تحرك عسكري بسيط، لمساندة الثورة ومحاربة "داعش" جاد، توجهت كافة أصابع اتهام تأجيج النزاع في سورية، صوبهما، في ظل ازدواجية دولية غريبة.

لا بد من التأكيد على أن من يحاول أن يساهم في محاربة "داعش" بشكل جاد، لمساندة الثورة السورية وإنهاء معانة الشعب السوري المريرة والمستمرة منذ 5 سنوات، ألا ينصت أبدًا إلى تصريحات الدول التي لا تعرف للإنسانية معنى، والتي تحاول فقط خدمة مصالحها، متغافلة عن مصالح المنطقة وشعوبها، ويمضي قدما ً لتحقيق ما يرنوا إليه.

عن الكاتب

جلال سلمي

صحفي وباحث سياسي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس