هلال قابلان - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

تحدثت في مقالة سابقة عن ضرورة أنْ نظل متيقظين وحذرين، وأنْ نتخذ خطوات حاسمة بيدنا لا بأيدي غيرنا، وهذا ما حصل يوم السبت الماضي، عندما بدأت القوات التركية بقصف مناطق تبعد عن الحدود التركية مسافة 20 كيلومترا، وتسيطر عليها عناصر "وحدات حماية الشعب"، وبهذا أثبتت تركيا أنها لن تقف متفرجة على ما تقوم به روسيا وقوات الأسد في سوريا، والذين يدعمون "وحدات حماية الشعب"، ويدفعون بداعش نحو الحدود التركية، وستسمر تركيا في عملياتها هذه حتى تندحر عناصر "وحدات حماية الشعب" عن منطقة أعزاز ومحيطها.

وقد صرحت الولايات المتحدة الأمريكية بضرورة "تقليل التوتر" الحاصل في سوريا، وذلك بعد ساعات من القصف المدفعي التركي، كما حذرت "وحدات حماية الشعب" من استغلال ظروف الفوضى في المنطقة من أجل زيادة نطاق المناطق التي يسيطرون عليها، ومع ذلك استمرت تركيا في استهداف "وحدات حماية الشعب".

وفي تلك الأثناء، كانت طائرات F15 السعودية والقطرية، تحط رحالها في قاعدة انجيرليك الجوية، وذلك من أجل مكافحة داعش، وقد تحدث وزير الخارجية التركي مؤخرا عن استعداد السعودية وتركيا لإرسال قوات برية من أجل الاستمرار في هذه العمليات العسكرية.

وهنا لا بد أنْ نتذكر بأنّ تركيا منحت "وحدات حماية الشعب" العديد من الفرص خلال السنوات الثلاث الماضية، وساهمت في تخليص كوباني من قبضة داعش دون فقدان أي مدني تقريبا، وذلك عندما سمحت بمرور الأسلحة الثقيلة وقوات البيشمركة إلى كوباني، وفتحت تركيا أبوابها للمدنيين القادمين من هناك، وطلبت تركيا من "وحدات حماية الشعب" أنْ تقف إلى جانب الجيش السوري الحر، وإلى جانب الثورة السورية، وأنْ لا تتعرض للمجموعات الكردية الأخرى، لكن "وحدات حماية الشعب"، قامت بالضغط على الأكراد المقربين من برزاني، وأجبرت مئات الآلاف منهم على الهجرة، واستمرت في تحركاتها وفق ما يريد نظام الأسد وروسيا، وبغطاء أمريكي قامت بحرق قرى التركمان والعرب، وارتكبت جرائم ضد الإنسانية حسب ما ورد في العديد من تقارير منظمات حقوق الإنسان.

تركيا لم توجه نيران مدفعيتها من أجل استهداف "وحدات حماية الشعب" فحسب، وإنما ضربت المخططات التي ترسمها روسيا وأمريكا في المنطقة، وضربت مساعي إيران التوسعية، وضربت كذب الغرب الذي وقف في وجه مشروع المنطقة الآمنة للاجئين، وربما لم نملك قوة بعد تكفينا لرسم مخططاتنا ورسم أبعاد اللعبة، لكننا نملك قوة "إفساد" المخططات التي تضعها القوى الظلامية.

عن الكاتب

هلال قابلان

كاتبة في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس