حسين ليك اوغلو – صحيفة يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس

تعيش تركيا في الفترة الراهنة أكثر أزماتها مع الولايات المتحدة الأمريكية عمقا، فتركيا التي لم تترك فرصة دون التشديد والتذكير بأن حزب الاتحاد الديمقراطي ما هو إلا وجه آخر لحزب العمال الكردستاني لم تلاقِ أي آذان صاغية في الولايات المتحدة التي لم تقبل هذه الادعاءت بأي شكل من الأشكال. هل تجهل الولايات المتحدة بحق كينونة حزب الاتحاد الديموقراطي ولا علم لها بعلاقته بحزب العمال الكردستاني؟ بالطبع لا، فواشنطن تعلم طبيعة العلاقات التي تجمع حزب الاتحاد الديمقراطي مع حزب العمال الكردستاني أكثر من أنقرة لكنها تتصرف وفق ما تمليه عليها مصالحها.

مجلس العلاقات الخارجية أو ما يعرف بـ(Council of Foreign Relations CFR) والذي يعد أحد ركائز الفكر السياسي الأمريكي، وإن صح لنا التعبير يمكننا القول إن وجه الدولة العميقة في الولايات المتحدة الأمريكية كان قد أعد في عام 2015 تقريرا بعنوان "زمن الأكراد"، تحدث فيه باستفاضة عن حزب الاتحاد الديمقراطي وكونه ذراع حزب العمال الكردستاني في سوريا.

لم يكتفِ المجلس بالتقرير المكتوب بل أرفقته بصورة توضيحية "تبهر العيون"  تشرح علاقة حزب الاتحاد الديمقراطي مع حزب العمال الكردستاني

يضم مجلس العلاقات الخارجية (CFR)، الذي أعد تقرير الزمن الكردي ونشره في الثامن من حزيران/ يونيو المنصرم، العديد من الأسماء المهمة من سياسين وعسكريين متقاعدين وجواسيس قدامى. من اهم الاسماء في اللجنة كولن باول ذائع الصيت الذي تولى رئاسة أركان الجيش الامريكي إبان حرب الخليج الأولى وتولى حقيبة وزارة الخارجية في أثناء حرب الخليج الثانية. يحتوي تقرير المجلس معلومات شاملة ابتداءً من تاريخ الأكراد والمنطقة التي يعيشون فيها  وصولا إلى حزب الاتحاد الديمقراطي كما يحتوي التقرير على تقييمات ووجهات نظر مدهشة تستحق التأمل.

التقرير الذي يصف حزب الاتحاد الديمقراطي بأنه "براعم حزب العمال الكردستاني في سوريا"، يتحدث تحت عنوان "إنشاء أكراد سوريا لحزب الاتحاد الديمقراطي في عام 2003م" فيقول: "تم إنشاء حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تربطه علاقات قوية مع حزب العمال الكردستاني في عام 2003م في سوريا، كان الهدف من إنشاء هذا الحزب المطالبة بحقوق الأكراد والعمل على إنشاء منطقة حكم ذاتي مستقل لهم، علاقة الصداقة التي تجمع الحزب مع حزب العمال الكردستاني من جهة ومع الزعماء الأكراد في المنطقة وعلى رأسهم البرزاني جعلته يواجه المعارضة من الأحزاب الأخرى في الساحة السورية آنذاك".

هل هناك أي معنى لانكشاف الأكاذيب الأمريكية من خلال تقرير مثل هذا؟ بالطبع لا. لقد أشرت مقدما إلى وجود كولن باول في لجنة الشؤون الخارجية الأمريكية عن قصد، فجميعنا يتذكر أنه في أثناء حرب الخليج الثانية وبعد فترة وجيزة من احتلال القوات الأمريكية للعراق بحجة السلاح النووي تبين زيف هذه الادعاءت واعتراف الأمريكان بعد وجود أي أسلحة نووية في العراق. يعني ذلك أن احتلال العراق تم من خلال ادعاءات كاذبة كانت نتيجتها إراقة دماء ملايين المسلمين خلال 13 عام مضت. وبالتالي فإنه لا قيمة ولا أهمية لفكر الولايات المتحدة الأمريكية بخصوص حزب الاتحاد الديمقراطي/ وحدات حماية الشعب، وما يجب علينا النظر إليه حقيقةً هو أفعال الولايات المتحدة.

تركيا قد وقعت على اتفاق إنجيرليك مع الولايات المتحدة لقتال داعش أو ما يعرف كذلك بدولة الخلافة الإسلامية في العراق والشام. محتويات هذه الاتفاقية ما زالت مجهولة ولا نعلم إذا كان هناك بند يتعلق بحزب الاتحاد الديمقراطي، أو بكلمات أصح لا نعلم إذا كان هناك شرط تركي بخصوص حزب الاتحاد الديمقراطي. أما ما نعلمه جيدا فهو أن الولايات المتحدة لن تقدم على المساس وقتال داعش التي تولت عنها المسؤولية في قتل المسلمين وإراقة دمائهم.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس