هلال قابلان - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

"في القريب العاجل لن تظل أي مؤسسة أو منظمة أو بُنيان يمت بعلاقة لحزب العدالة والتنمية، فكل هذه المؤسسات المؤتمرة بكلمة أردوغان والتي تسير على نسقه بما فيها وقف تركيا لخدمة الشباب والتعليم (TÜRGEV) وقف مؤسسة الدراسات السياسية والاقتصادية والمجتمعية (SETA) وجامعات E5 الخاصة والمؤسسات الإعلامية والجماعات الدينية والطرق الصوفية التي يدعمها سوف يتم تصفيتها والتخلص منها مع أردوغان في آن واحد".

هذه الكلمات المقتطفة من خبر لمحمد باران سو نقلا عن تونجاي أوبتشين الذي يعد أهم الأسماء في قضية التنظيم الموازي والذي فر إلى الولايات المتحدة ، يلخص فيها هدف محاولة انقلاب 17- 25 كانون الأول/ ديسمبر. هذا الانقلاب الذي لو كتب له النجاح لكان سببًا لإقدام جماعة غولن على تصفية كل مؤسسات المجتمع المدني بما فيها من جامعات ومؤسسات دينية وطرق صوفيه فضلا عن تصفيتها وتخلصها من المؤسسات الإعلامية التي لا تربطها بها علاقة قوية ولا تخضع لسيطرتها.

التنظيم الموازي الذي أعلن الحرب على الدولة رأى من الدولة ما لا يسره وتلقى الجواب المناسب لأفعاله، فمؤسسات الدولة أظهرت لجماعة غولن أن هذه الدولة هي جمهورية الأتراك وليست أقطاعية تابعة لغولن. فالذين يروجون لبروباغندا "الدولة تطالب بالبيعة من جميع المواطنين" هم ذاتهم الذين كانوا يخططون لتصفية وإنهاء وجود كل ما لا يمت لهم بصلة وكل من لم يمنحهم البيعة.

أردوغان أتلف اللعبة

تخيلوا معي ما الذي كان سيحصل بنا لو وصل هذا الكيان إلى سدة الحكم وهو الذي رغم محدودية إمكانياته التقى برئيس الأركان وثمانية وعشرين جنرالًا ورئيس أكبر أندية كرة القدم التركي وعدد كبير من زعماء الجماعات الدينية ومشايخ الطرق في السجن وألقى كل من يعارضة في الزنازين وأقدم على توسيع السجون بلا قيد ولا شرط. وهو الذي قدم الدعم للصحفيين المغمورين غير المرغوبين محليا ولعشرات الألوف من عناصر حزب الشعوب الديمقراطي (في ذلك الوقت كان يسمى حزب التجمع الديمقراطي 2005 – 2009) مقابل إثارتهم للبلابل وتسجيلهم لاعتراضهم على الحكومة في وسائل الإعلام الغربية وقاموا بتصوير عمليات الاعتقال هذه والسجن المفتوح هذا وكأنه عملية "سعي نحو الديمقراطية".

تذكروا معي كيف وضعوا يدهم على محطة تلفزة  قانال تورك (Kanaltürk) بحيلة ومكر وتذكروا كيف تلاعبت هذه الجماعة بحادثة الوصايةعلى فريق فينير باهتشة والمقالات التي كتبتها صحفهم في ذلك الوقت.

ولهذا السبب وفي ضوء تلك المقالات يمكننا القول إن نديم شينير الذي أُلقي في السجن على يد التنظيم الموازي هو مغلوب من قبل التنظيم وليس مغدورًا ومظلومًا من قبله... فالذي يبدأ الحرب مجبرا على تحمل النتائج مهما كانت، فإذا ما شرعت بحرب وكتبت عليك الهزيمة فأنت لست مظلومًا أو مضطهدًا وإنما مهزوم ومغلوب. ومن يحاول الاستيلاء على الدولة والتحايل عليها سيكون مجبرا على دفع الثمن من خلال القوانيين التي حاول استغلالها.

أضف إلى ذلك أن المقالات والتعليقات التي كتبها أتباع غولن بعد قرار المحكمة في قضية الوصاية على صحيفة زمان مؤخرا لا تمت إلى الصحافة ولا بحرية الإعلام بشيء وهي دليل على أن الصحيفة ما زالت مستمرة في حربها باسم غولن.

التنظيم الموازي مستمر في دعمه لحزب العمال الكردستاني ولسان حاله يقول "يا حرس القصر وحرس الحديقة ارتجفوا بقدر ما تشاؤون فالربيع قادم... الشتاء القارص لملم أطرافه ووصلت بتلات الزهور..."، فقبل أيام من فرض الوصاية على صحيفة زمان كانت الصحيفة قد نشرت مقالا بعنوان "الربيع  - Nevbahar" يحمل في طياته دعوات واضحة للانقلاب. التنظيم الموازي في حربه على الدولة يراهن بشكل كبير على ذاكرتنا ويحاول دائما تشويه مخيلتنا وذهننا والتلاعب بها. آمل أن نتنبه لأصل الحكاية وأساس القضية. يجب أن لا نسمح لهم بالتلاعب بنا...

عن الكاتب

هلال قابلان

كاتبة في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس