راسم أوزان كوتاهيلي - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

أثارت مشاهد ما فعله البائع المتجول الأحمق بطفل سوري عندما رفعه للأعلى ورماه أرضًا غضب فئات متنوعة من الشعب، وذلك في سوق "كمرالتي" في أزمير. وقد ذكرتنا هذه الحادثة بما يجب فعله نحن الأتراك تجاه الملايين من أشقائنا السوريين المحتمين ببلادنا، من الآن فصاعدا سيعيش معنا إخوتنا اللاجئون وأكثريتهم لن يعودوا لسوريا، وسوف يعمل إخوتنا السوريون الفارون من الحرب في بلدنا وسوف يتاجرون ويستهلكون هنا أيضا.

هنا سوف يتزوجون وهنا سينجبون الأطفال وحتى سيصبحون آباء وأجداد وسوف تصبح بلدنا بلدهم الجديدة أو حتى يمكن أن تكون أصول البعض منهم هنا.

من الآن فصاعدا إخوتنا السوريون اللاجئون هم من أهل تركيا ومع مرور الوقت سيتعلمون اللغة التركية وسوف يتكلم البعض منهم اللغة التركية بشكل أفضل منا.

سنصبح مع إخوتنا السوريين 80 مليون نسمة من سكان تركيا.

أهلا وسهلا لقد شرفوا الأراضي التركية الباقية من ميراث الإمبراطورية العثمانية.

قبل 100 سنة كان يحمل الأجداد هوية هذا البلد والآن سيحمل إخوتنا السوريون جواز سفر تركيا.

الذين يستحقرون المهاجرين الملتجئين ببلادنا هم عديمو المبادئ وعديمو الشرف، فمعظم سكان هذا البلد هم مهاجرو الأصل، والكاتب "ارتغرول أوزكوك" ذو الكتابات القذرة بهذا الخصوص هو ابن مهاجر، هو كالسوريين ولد لاجئ، كيف يستطيع أرتغرول أن يكتب هذه السطور الظالمة وهو ابن مهاجر التجأ إلى أحد أحياء إزمير بسبب ظروف الحياة الصعبة؟

كيف ينبذ هؤلاء المهاجرين الجدد وهم من قبل قد هاجرو إلى هذا البلد؟ هذه فعلا حقارة...

كلنا لجأنا إلى هذه البلاد ذات المساحة 780 ألف كيلومتر بعدما ضاع الكثير من أراضي الإمبراطورية العثمانية، ولم نضيق أبدا على أي أحد احتمى أو لجأ إلى هذه البلاد.

هذه البلاد هي الملاذ الأخير لكل المساكين والمعدومين، هذه البلاد هي الملاذ الأخير لكل المستحقرين والمستضعفين، هذه هي ديار الأمل، تركيا هي بلاد الأحلام والآمال.

حذار أن تحدثوني عن الفاشيين الأوروبيين النابذين لإخوتنا ولا تحدثوني عن الفاشيين الذين يعيشون بيننا، اللهم أنزل بلاءك وسخطك على كل الفاشيين.

هذه الإمبراطورية هنا سوف تحتضن الجميع، سوف تحتضن الجميع، سترون هؤلاء السوريين الذين تحتقرونهم كيف سيظهر من أولادهم وأحفادهم أعظم الناس وسوف يفيدون هذه البلاد، ولن يكونوا عبئًا على بلدنا بل على العكس سوف يغنون بلدنا وسأبرهن لكم على ذلك في المستقبل...

عن الكاتب

راسم أوزان كوتاهيلي

كاتب في صحيفة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس