
ترك برس
رأى الباحث والمحلل السياسي السعودي، مهنا الحبيل، مدير مكتب دراسات الشرق الإسلامي في مدينة إسطنبول، أن التفجير الإرهابي الذي استهدف قلب العاصمة التركية أنقرة الأحد، قد يكون الأكثر دلالة لدخول التوتر الإقليمي والداخلي في تركيا.
وأشار الحبيل في سلسلة تغريدات نشرها عبر حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي تويتر، إلى تشكّل أجواء جديدة أكثر خطورة خاصة مع تبين أن الانتحاريين من منظمة "بي كا كا" الإرهابية
ولفت إلى أن التفجيرات "ليست هي الحالة الأولى لانتحاريين ليساريين يستهدفون مدنيين، فهي موجودة في تركيا وأوروبا سابقا كما الجيش الجمهوري، لكن الجديد نوعيتها وتكرارها"، مبينًا أن "المشكلة التركية ذات بعدين خارجي وداخلي معا ومتداخل جدا وسهل في توظيفه خارجيا لعدم وصول تركيا لمرحلة الاستقرار الديمقراطي الاجتماعي القوي، وبالتالي كثرة الخواصر الرخوة داخل الجسم السياسي وأيدلوجياتها المتناقضة التي يلعب عليها الروس والامريكيون والايرانيون وأي طرف آخر".
وذهب الحبيل إلى أن "هناك مرحلة محاولة فرض تسويات شرسة على المنطقة قد توقف حروب وقد تشعل أخرى والجغرافيا السياسية لتركيا أرضية لكل هذه التسويات رسائل أو خطط، وكل الأطراف بات يستخدم اليسار الكردي الراديكالي كحصان طروادة يحقق هدفه سواء حقق حلم الدولة الكردية او سحق بعد انتهاء مهمته في المنطقة".
وأوضح أن "المشكلة هنا أن القطيعة مع فكر المصالحة السياسي مع كرد تركيا يتراجع بصورة مخيفة وتراجعه يخدم المشروع الخارجي المستثمر لحصان صالح مسلم وبي كا كا، كما أن التضييق على هامش الحريات وعدم تقدير بعض المعارضة للثوابت الوطنية كليهما يعززان من الازمة وتصاعدها، فقوة الداخل السياسي بيدر رئيسي".
وبيّن أنه "رغم أن قرار تركيا الانكفاء عن الثورة السورية جديد، إلا أن آثاره السلببية باتت أكثر من دخولها الذكي والحذر في ترتيب ملفاتها وهو ماتوقعناه،
وهناك حاجة متزايدة للتصحيح الداخلي بيد العدالة وجذور لبعض الظواهر الشرسة للتاريخ السياسي التركي، وتأثير فراغات الفساد عليها يؤزم الأمور".
وخلص الباحث السعودي إلى أن "مجمل تجربة العدالة وشخصياته الذكية قادرة بعون الله على تخطي الأزمة مع الحاجة لضبط خطاب التعبئة ومستواه بعيدًا عن البربوغندا الضارة"، معربًا عن تمنياته بالسلامة لتركيا "بكل مواطنيها وشرائحها الاجتماعية واستقرار تحولها الديمقراطي ووئامها المدني الذي من المؤكد سيستهدف خارحيًا".
وأعلن وزير الصحة التركي محمد مؤذن أوغلو، عن ارتفاع عدد قتلى تفجير أنقرة الإرهابي الذي وقع مساء الأحد، إلى 37 قتيلا، بينهم إرهابي، وآخر يشتبه في كونه إرهابي، ووجود 71 مصابا يتلقون العلاج في مشافي العاصمة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!