ماركار إسيان – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

وصل عدد ضحايا الانفجار حتى هذه اللحظة التي أكتب فيها هذه الأسطر القليلة إلى 37 قتيل و15 جريح في وضع خطر و56 اخرين مصابين من مواطني هذا البلد الصامد، وفي هذه الأثناء لا يسعنا إلا أن نترحم على أرواح ابطالنا ونتمنى الشفاء العاجل لجرحانا والصبر والسلوان لعائلات هذا الوطن، كما وندعو الله أن لا يزيد عدد القتلى وأن يتوقف هذا الدم المسكوب من قلوبنا. في المقابل فإن غضبنا ما زال يثور ليعلن عداوته اللدودة لمن عادى هذا الوطن وأراد أن ينشر قاذوراته في أرجائه الطاهرة، فكل محاولات تأجيج العواطف لخلق فراغ سياسي لن تنجح، فحتى مع تكثيف عملياتهم الإرهابية التي وصل إلى 3 تفجيرات في أنقرة وحدها في فترة زمنية قصيرة، فوصل عدد ضحايا هذه الأرض المباركة في التفجير الأول الذي حصل في أولوس إلى 102 شخصا، بينما وصل عددهم إلى 29 في شارع ميراسيم.

حاول حزب العمال الكردستاني جر تركيا إلى الوحل السوري لكنه لم ينجح رغم كل ما بذله من استعدادات وحملات الدعاية السوداء التي كان يقوم بها، في المقابل كان رد الشعب واضحا عليه عندما رفضه ولفظ الحزب وذراعه السياسي الذي بان على حقيقته عندما تم كشف ازدواجيته المنافقة وهو يسير في جنازات الانتحاريين كما فعل عضو برلمانه.  وردا على هذه التصرفات غير المسؤولة قام الشعب من الأصل الكردي بمعاقبة الحزب عندما خرج 90 ألف كردي من مدينة نصابين التي تحتضن 96 ألف كردي، وكان سبب خروجهم هو رفضهم لأن يكونوا دروعًا لأفراد الحزب الإرهابيين، وأدى هذا الخروج إلى تعرية الحزب عسكريا وسياسيا لينكشف أمام القوات الخاصة التركية. في مقابل هذا الفعل الشجاع يجب علينا أن نحتضن إخوتنا الأكراد الذين خرجوا من ديارهم، كما وعلينا أن لا نُشعرهم بالغربة ونعمل جاهدين على تكسير دعاية حزب العمال الكردستاني المُغرضة والتي تريد تقسيم الشعب إلى شعبين.

تحدث وزير الخارجية في تصريحات سابقة وقال إن القوات الأمنية نجحت في أبطال ما يزيد عن 18 عملية محتملة من رأس السنة الميلادية وحتى هذه الأيام، كما وقال إنه وفي رأس السنة تم تفكيك وإبطال عمليتين كانتا ستدميان ذلك اليوم. في ظل كل هذه الهجمات المنظمة التي يقوم بها حزب العمال الكردستاني بمساعدة بعض الأحزاب الأخرى المتطرفة والإرهابية كالتنظيم الموازي وتنظيم داعش وحزب التحرر الشيوعي وبعض أجهزة الاستخبارات العالمية وبعض الدول المعادية لتركيا فإن على تركيا أن تتقدم وتقوم بكل ما تستطيع من أجل إيقاف تلك القنابل المسعورة والمملوءة بذلك الحقد الأسود القادم من تلك البؤر المظلمة في مناطق شرق جنوب البلاد.

سنمنع ولادة تركيا المشوهة التي يبتغونها، وسنسقط ذلك الحمل بروح معركة الشنقلي التي تتوقد فينا ضد المحتلين الغاصبين، وسنقف وقفة رجل واحد مع رئيس جمهوريتنا ورئيس وزرائه وطاقمه في معركتهم التي يديرونها، لن نستسلم مثل فرنسا بعد القليل من الضغط، بل سنقوى ويشتد عودنا مع كل ضغط جديد يُضاف علينا.

عن الكاتب

ماركار إسيان

كاتب في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس