كورتولوش تاييز – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

بدأها فتح الله غولن عندما أعلن وبكل صراحة أنه حان الوقت للإطاحة بأردوغان، فبعد أحداث حديقة غيزي تحرك أتباعه ودقوا أبواب البيوت بابا بابا منبهين ومحذرين "لقد انتهى وقت أردوغان، لا تقوموا بأي أعمال حمقاء"، وفي الصباح التالي تحركت الشرطة بقيادة المُدعين العامين في رحلة صيدهم التي كانت تستهدف رأس أردوغان، في نفس الوقت كانت الأوساط السياسية والإعلامية قد أعدت جيدا لاستقبال هذا الحدث الكبير.

هدد ثم أرعد وأزبد فتح الله غولن ووجه كلماته لأردوغان محذرا إياه بإطاحته وقال له: لا ناصر لك اليوم من جنودنا وتحضيراتنا التي ستخلعك بلا ريب. لكن الحسابات خانت التوقعات بإعطاب مثلث الانقلاب المحاكم - الشرطة - الإعلام بقوة السياسة المدنية، لتُسجل كسابقة في التاريخ ولتكون المرة الأولى التي يتم فيها إيقاف الانقلاب في هذه الجمهورية.

لقد كانت أحداث الانقلاب في 17-25 كانون الأول/ ديسمبر هي خطة جمعت بين الأبعاد المحلية والعالمية من غولن وجماعته إلى أطراف خارجية ودول أرادت إضعاف أردوغان وإلغاء تأثيره السياسي الداخلي والخارجي، ولهذا وحتى مع فشل غولن في مهمته تم تسليم تلك المهمة لحزب العمال الكردستاني، فبينما كنا نسمع كلمات التهديد والوعيد في الأمس القريب تخرج من فم غولن بتنا نسمعها اليوم وبنفس الكلمات من جمال باييك ومراد كرايلان. فمع إعلانهم إنهاء مباحثات السلام وبدئهم جولة المعارك الدامية بتفجيرات يومية مملوءة بالدماء كانوا وما زالوا يستهدفون أردوغان.

ولأن القيادة الفذة والحكيمة لأردوغان استطاعت تعطيل ماكينة شر التنظيم الموازي وحزب العمال الكردستاني لا نستغرب كل هذه الحملات الإرهابية المتواصلة والتي تستهدف شخصه، وباستهدافهم لأردوغان هم في الحقيقة يستهدفون ترويع الأمة والوطن من ورائه، وكما تحطم غولن وجماعته على صخرة أردوغان فإن حزب العمال الكردستاني ومن وراءه من أيدٍ آثمة خبيثة سيتحطمون أيضا على صخرته، لأن قدره وهذا الوطن بات لا ينفك ولا ينفصل ضاربًا في أعماق التاريخ ومتأصل في جذوره الدينية والثقافية والحضارية. فمهما تمادت تهديدات حزب العمال الكردستاني وحزب الشعوب الديمقراطية فإنها ستبطل وسيبان بطلانها عندما يكشف أردوغان عنها الحجاب والستار، لتظهر من بعدها عورتهم وينقلبوا على أدبارها خاسرين.

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس