محمود القاعود - خاص ترك برس

بادئ ذي بدء ، لا يوجد إنسان ينتمي للإسلام، يتمنى أن تكون ثمة أية علاقات بين دولة مسلمة وبين كيان غاصب يحتل الأرض وينتهك العرض ويمارس جرائم الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني الشقيق ويقوم بالحفر تحت المسجد الأقصى المبارك.

وفي ظل المؤامرة الصهيونية الصليبية العالمية ضد تركيا، ربما ارتأت القيادة التركية أن تتجنب العاصفة العاتية، حفاظًا علي البلاد من التفكك والانهيار، كون إسرائيل هي محرك القرار الدولي.

ولذلك في يوم السابع من نيسان/ إبريل 2016م جاء لقاء نائب وزير الخارجية التركي فريدون سينيرلي أوغلو، والمبعوث الخاص لرئيس الوزراء الإسرائيلي جوزيف تشيخانوفيرا في لندن، ليعيد الحديث عن تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل، وقد صرحت الخارجية التركية أن المفاوضات مع إسرائيل أحرزت تقدما نحو عودة العلاقات المقطوعة منذ عام 2010م عقب قيام الكيان الصهيوني بقتل عشرة أتراك في السفينة مرمرة التي شاركت ضمن أسطول الحرية لفك الحصار عن غزة.

تشترط تركيا في العلن أن تعتذر إسرائيل عن جريمة قتل الأتراك، وتعويض ذويهم، وفك الحصار عن غزة، لكن القراءة المتعمقة تكشف ما هو أبعد من ذلك.

وقبل البحث في سر هذا التقارب التركي الإسرائيلي علينا أن نؤكد في عدة نقاط:

أولًا: لا يمكن للقيادة التركية أن تغامر بسمعتها وشعبيتها في العالم الإسلامي من أجل تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني.

ثانيًا: تركيا تعلم أن القضية الفلسطينية قضية رئيسية للمسلمين حول العالم ولا مساومة حولها.

ثالثًا: العلاقات لم تنشأ من العدم بل هي ميراث الحكومات التركية العلمانية المتعاقبة، والتخلص من هذا الميراث الثقيل يحتاج لوقت.

وإزاء ما تتعرض له تركيا، كان قرار تطبيع العلاقات مع إسرائيل لما للأخيرة من ثقل دولي، وكونها الابنة المدللة لأمريكا ، للوصول إلى:

- الضغط على أوروبا للالتزام باتفاقية إعفاء الأتراك من الشنغن  المفترض أن تُفعل في حزيران/ يونيو 2016م.

- إطلاق يد تركيا في محاربة المنظمات الكردية الإرهابية المدعومة من أمريكا.

- إنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا بما يسمح بتخفيف الضغط عن تركيا.

- الخروج من توتر العلاقات التركية الروسية.

من المتوقع أن تحاول أمريكا الالتفاف علي المطالب التركية، ومن المتوقع أيضًا أن ترتكب إسرائيل حماقات كعادتها منذ اغتصاب فلسطين، المهم أن يدرك الأتراك حقيقة المؤامرة والاستعداد لها.

عن الكاتب

محمود القاعود

صحفي وروائي مصري وعضو اتحاد الصحفيين العرب


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس