محمد حامد - خاص ترك برس

قال مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا إن الهوية الإسلامية والهوية القومية التركية يمثلان المحرك الأساس للتوجهات السياسية لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا الذين يميلون إلى الاهتمام بما يحدث في دول العالم الإسلامي، ولاسيما الأحداث المتعلقة بالشعوب التي يعدونها جزءا من مجموعات الشعوب التركية.

وفي ورقة بحثية نشرها المركز على موقعه حول حديث شبكات التواصل الاجتماعي في تركيا خلال شهر نيسان/ أبريل الماضي، قال المركز إن تجدد الصراع حول إقليم ناجورنو قره باغ، واستئناف القتال بين أرمينيا وأذربيجان، احتل صدارة اهتمامات الأتراك الذين اصطفوا إلى جانب أذربيجان بدوافع الترابط القومي والديني العميقة مع الشعب الآذري.

وأضاف المركز أن تأييد الرأي العام التركي وتعاطفه مع أذربيجان في هذا الصراع ليس مستغربا، حيث يترسخ في وعي الأتراك الإيمان بأن تركيا وأذربيجان دولتان لأمة واحدة من الناحية العرقية، وتستند هذه الرؤية إلى أوجه الشبه اللغوية والثقافية المشتركة بين الشعبين.

وفي إطار تعبير رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا عن تأييدهم وتعاطفهم مع أذربيجان نشروا وسوما على موقع تويتر منها "تركيا معك يا أذربيجان"، و"ضعوا نهاية للاحتلال"، كما توجهوا بعريضة للبيت الأبيض بهدف الضغط الدبلوماسي على أرمينيا الداعم الرئيس للانفصاليين في الإقليم، كما وجهوا أسهم النقد إلى الأتراك الذين وصفوا أنفسهم في السابق بأنهم أرمينيون تعبيرا عن تضامنهم  مع الصحفي الأرمني هرانت دينك.

ولفت المركز إلى أنه في مثل هذه الصراعات تبرز رغبة السياسيين الأتراك في إظهار تركيا على أنها راعية للمسلمين ولاسيما للشعوب التركية، وقوة صاعدة في العالم الإسلامي، وهذا الدافع تجلى في الانتقادات العنيفة التي شنتها الحكومة التركية على الدول التي تسئ للشعوب الإسلامية.

وخلصت الورقة البحثية إلى أن الصراع الآذري الأرميني يوضح كيف يختار الشعب التركي الوقوف إلى جانب من يشبهه دينيا وعرقيا، حيث تلعب الهوية الإسلامية والهوية القومية التركية دورا مهما في هذا الجانب، مشيرة إلى أن تجارب الماضي تدل على أن أي موقف أو نقد عنيف توجهه الحكومة التركية إلى إسرائيل وروسيا والصين يزيد من تأييد الشعب التركي الذي يرى في ذلك استعراضا للقوة التركية في مواجهة دول مؤثرة في العالم.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!