محمد حامد - خاص ترك برس

حذر الخبير الإسرائيلي في شؤون الشرق الأوسط بنحاس عنباري من أن التطورات الأخيرة في العراق بعد سيطرة أنصار مقتدى الصدر على المنطقة الخضراء، رمز السلطة في بغداد والخاضعة للنفوذ الأمريكي، تكشف عن مدى سيطرة الجناح الشيعي التابع لإيران على مقاليد الأمور في العراق، وبات يهدد الأردن وإقليم كردستان العراق وهو الأمر الذي لن تتقبله تركيا والسعودية.

وكتب عنباري مقالا نشرته صحيفة يسرائيل هايوم قال فيه إن معنى ما حدث في بغداد يظهر أن  كفة التوازنات الداخلية بين شيعة العراق باتت تميل بوضوح لصالح الجناح الذي تسيطر عليه إيران مباشرة، والذي لا يخفي رؤيته بأن بغداد جزء من إيران.

وأضاف عنباري أن سيطرة ميليشيات الصدر التي تتبع تعاليم قم الإيرانية يأتي على حساب الشيعة العرب، وتصب في صالح الفرس وحلفائهم من آيات الله في مدينة قم.

ولفت المحلل الإسرائيلي إلى أن هذه التطورات يجب أن تقلق إلى جانب الشيعة العرب أطرافا أخرى مثل الأردن وأتباع مسعود البرزاني في أربيل، ففي الأردن نصف مليون لاجئ شيعي بينهم كثير من  الخلايا النائمة التي تنتمي لحزب الله ولميليشيات الصدر التابعة له.

وتابع أن الأردن باتت بذلك على وشك أن تفقد ظهيرها الإستراتيجي في العراق، بعد أن صارت داعش تمثل خطرا استراتيجيا عليها.

أما بالنسبة للأكراد فإن الجناح المؤيد لإيران سيعزز من قوته وسيهدد الأكراد المعتدلين، ما قد ينتهي بالإطاحة بمسعود البرزاني وانضمام الأكراد إلى الهلال الشيعي.

ورأى عنباري أنه على الرغم من أن هذه التطورات بعيدة عن إسرائيل جغرافيا، فإنها تمثل خطرا على إسرائيل بسبب اقتراب إيران من الحدود الإسرائيلية، ولأن تهديد إيران للأكراد يعد تهديدا لإسرائيل.

وتساءل المحلل الإسرائيلي لماذا قرر أبتاع إيران الإقدام على هذه الخطوة في الوقت الحالي. ويجيب بأن التوقيت قد تحدد وفقا للتطورات السورية، فبفضل التدخل الروسي نجح الأسد في تحسين وضعه، ولذلك رأى حلفاؤه الشيعه الموالون لإيران أن الفرصة مواتية لاستغلال هذا النجاح.

وشدد عنباري على أنه من الصعب أن يتقبل السنة وعلى رأسهم تركيا والسعودية التطورات الأخيرة برضا نفس، متوقعا أن يتجه الصراع في سوريا والعراق نحو مزيد من التصعيد. 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!