مراد يتكين - صحيفة حرييت - ترجمة وتحرير ترك برس

من المقرر أن تستأنف المحادثات مع إسرائيل ومفاوضات قبرص في الثاني والعشرين من أيار/ مايو، فحسب مسؤول رفيع المستوى فإن هذه المفاوضات والمحادثات معلقة منذ فترة، استئناف محادثات قبرص كان له سبب واحد فقط قبل عدة أسابيع ألا وهو الانتخابات البرلمانية في القسم اليوناني من قبرص، إلا أن استقالة رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو في الخامس من أيار الجاري أضاف سببا ثانيا للبدء في هذه المفاوضات. خصوصا أن المؤتمر الاستثنائي الذي أعلن عنه داود أوغلو بعد يوم واحد من لقائه مع رئيس الجمهورية أردوغان يتزامن مع الانتخابات في القسم اليوناني من قبرص في 22 أيار. وبالتالي فإن المحادثات المزمع البدء بها في قبرص ستشهد بداية جديدة حسب الحكومة الجديدة في قبرص اليونانية والحكومة الجديدة في تركيا كذلك.

لكي لا يحصل التباس وسوء فهم لا بد من التوضيح بأن الرئيس الجديد لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة التركية الجديد سواء كان الاسم الأكثر تداولا وراء الكواليس وزير المواصلات الحالي بن علي يلدرم أو كان وزير العدل بكر بوزداغ أو أي شخصية أخرى سيختارها أردوغان، لن تحمل هذه الأسماء أي تأثير مهم على طبيعة السياسة الخارجية التركية. لأنه في الفترة القادمة، السياسة الخارجية وكباقي المجالات الأخرى سيتم تشكيلها ورسم حدودها ومعالمها من قبل رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان وبالتالي فإنه بدلا من رئيس الوزراء سيكون رئيس الجمهورية هو المرجعية في المفاوضات والقرارات المتعلقة باستراتيجية السياسة الخارجية بخصوص كل من إسرائيل وقبرص.

وصلت اللقاءات والمفاوضات مع إسرائيل لمرحلة معينة في هذه الأيام، الأمر الذي يصرح به المسؤولون الأتراك والإسرائيليون على حد سواء. حتى أن الأحاديث تدور على أن أيار الجاري كان سيشهد الاجتماع الاخير أو ما قبل الأخير بخصوص الاتفاق التركي الإسرائيلي لولا استقالة داود أوغلو. فكل من استقالة رئيس الوزراء داود أوغلو والمؤتمر الاستثنائي لحزب العدالة والتنمية أدت إلى تأجيل الاجتماع إلى ما بعد اجتماع الحزب والذي يوافق 22 أيار. أردوغان كان يتابع المفاوضات واللقاء مع الطرف الإسرائيلي عن كثب ومن المتوقع أن تكون هذه المتابعة للمفاوضات مباشرة دون الحاجة لوساطة رئيس الوزراء.

إن التوصل للحلول بخصوص قبرص وإعادة التطبيع مع إسرائيل سيحمل الخير ليس فقط لتركيا واليونان والشعوب التي تعيش في قبرص وللإسرائيليين والفلسطينيين، بل سيحمل الأمن والاستقرار والرفاه للشرق الأوسط ودول شرق المتوسط بشكل عام. حتى أن هذه التطورات والحلول ستؤثر على الحرب الداخلية في سوريا وستغير من المواقف والتوجهات بهذا الخصوص. بالطبع إن علاقة تركيا مع الغرب ودول الاتحاد الأوروبي خصوصا المقربة منها لقبرص سيكون لها تأثير مهم على هذه المفاوضات والحلول.

إن تطور الامور حسب ما هو مخطط له، والتوصل لحلول مناسبة لقضية قبرص وإعادة تطبيع العلاقات مع إسرائيل سيؤدي إلى مشاريع اقتصادية عملاقة، ولعل أول ما يتبادر إلى الذهن هو استخراج الغاز الطبيعي من الخزانات المتواجدة بين قبرص وإسرائيل وتصدير هذا الغاز للدول الأوروبية ونقله من خلال تركيا. أما المشروع الثاني فهو خط المياه العاذبة من تركيا لجزيرة قبرص، خصوصا أن هذا الخط جاهز للاستخدام.

لكن قبل كل شيء لا بد من قدوم الثاني والعشرين من أيار، حيث أن أحداثا مهمة غير مفاوضات قبرص والتطبيع مع إسرائيل تنتظر ذلك التاريخ كذلك.

عن الكاتب

مراد يتكين

كاتب في صحيفة راديكال


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس