مراد يتكين - حريت ديلي نيوز - ترجمة وتحرير ترك برس

أعلن وزير الدفاع التركي فكري إشيك يوم 23 شباط/ فبراير أن الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا استعاد مدينة الباب السورية من تنظيم داعش، من خلال عملية درع الفرات، ذلك بينما يتم الإعداد لبدء جولة جديدة من المحادثات في جنيف من أجل المستقبل السياسي لسوريا التي مزقتها الحرب.

وجاء هذا الإعلان بعد محادثات مكثفة بين مسؤولين في تركيا والولايات المتحدة خلال الأسبوعين الماضيين على كافة المستويات، من مستويات الرئاسة بين الرئيس طيب أردوغان ودونالد ترامب إلى مستويات وزراء الدفاع ورؤساء الأركان والاستخبارات. حيث تريد تركيا إقناع الإدارة الأميركية بمسألة واحدة قبل انتهاء المهلة الممنوحة من ترامب إلى وزارة الدفاع في يوم 28 شباط/ فبراير عن خطة محاربة داعش الجديدة. وتلك المسألة هي العمل سويةً كحليفين رئيسيين في حلف شمال الأطلسي لتوجيه ضربة حاسمة لداعش في سوريا، وذلك إذا تخلت القيادة الأمريكية المركزية (القيادة المركزية) عن شريكها الحالي على الأرض، وتعاونت مع تركيا، وخاصةً في العملية الرئيسية ضد معاقل داعش في مدينة الرقة السورية.

تفردت إدارة باراك أوباما باختيار حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) وميليشياته وحدات حماية الشعب (YPG) كشريك لها على الأرض منذ أن أصر أوباما على سياسته بـ "عدم إرسال قوات أمريكية برية إلى سوريا"، وامتنع أيضًا عن العمل مع الجيش السوري الحر المدعوم من أنقرة. ومن ناحية أخرى، توضح أنقرة إلى أن حزب الاتحاد الديمقراطي هو الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني الإرهابي (PKK)، الذي يشن حملة مسلحة ضد تركيا منذ أكثر من ثلاثة عقود والتي راح ضحيتها  أكثر من 40 ألف شخصًا.

مؤكدًا أن حزب العمال الكردستاني مصنف على أنه منظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة، أخبر أردوغان ترامب عبر الهاتف في 8 شباط/ فبراير بأنه ليس من الجيد الوقوف إلى جانب منظمة إرهابية ضد منظمة إرهابية أخرى، حيث قد يكون لذلك عواقب مريرة. كما أطلع رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس يوم 18 شباط/ فبراير في ميونيخ أنه ليس لدى تركيا نية في البقاء في سوريا بعد انتهاء الحرب الأهلية هناك، بينما أعلن حزب الاتحاد الديمقراطي عن تصميمه على البقاء في المناطق التي سيطر عليها من أجل منطقة حكم ذاتي كردي، وذلك بالرغم من أن معظم المناطق التي يسيطرون عليها بفضل القوة الجوية الأميركية هي مناطق عربية عرقيًا.

وقال يلدريم للصحفيين يوم 22 شباط/ فبراير: "يجب أن يكون السوريون فقط في سوريا"، في سوريا التي تمثل جميع السوريين.

وفقًا لوزير الدفاع التركي فكري إشيك، يُقَيمُ الأميركيون الآن مسألة التخلي عن حزب الاتحاد الديمقراطي كشريك والتعامل مع الجيش السوري الحر وقوات عربية ثورية أخرى مع دعم عسكري كامل من تركيا ضد داعش. وأخبر إشيك صحيفة حرييت الأسبوع الماضي أنه بفضل عملية درع الفرات في سوريا كانت الحكومة التركية قادرة على إسماع صوتها وأيضًا منعت حزب الاتحاد الديمقراطي من ملء المناطق التي تم تطهيرها من داعش من خلال الاستفادة من الفراغ.

في الوقت الحاضر، تحاول تركيا توحيد جبهتها ضد حزب العمال الكردستاني بالوقوف مع الأكراد العراقيين، حيث أن استعادة الموصل من داعش هو هدف استراتيجي آخر لتركيا. وعقب اجتماع في ميونيخ يوم 19 شباط/ فبراير خلال المؤتمرات الأمنية، من المتوقع أن يجتمع يلدريم مرة أخرى في أنقرة في 26 شباط مع مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق.

ليست تركيا الوحيدة التي تحاول التأثير على قرار ترامب - ربما ليس على الفور - بعد الموعد النهائي في 28 شباط/ فبراير. كان السبب الرئيسي بأن سير محادثات جنيف لم يكن واعدًا في 23 شباط لأن الجميع يريد أن يسمع النداء من البيت الأبيض. وينطبق الأمر نفسه على الروس كذلك، نظرًا لأن نفوذ موسكو على نظام بشار الأسد في سوريا أمر حيوي للتوصل إلى حل دائم في سوريا.

عن الكاتب

مراد يتكين

كاتب في صحيفة راديكال


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس