محمد عمر زيدان - خاص ترك برس

على الرغم من الجهود المضنية التي بذلتها الإدارة الروسية في ملف الأزمة السورية للحفاظ على ربيبها في المنطقة بشار الأسد إلا أن تلك الجهود بدت وكأنها عباب في سحاب أو حبة رمل في صحراء قاحلة لا جدوى ولا طائل منها، نظرا لعدم التناسب الطردي بين قوة الأسد وقوة روسيا، وعندما أدركت الإدارة الروسية فشل مساعيها بدأت تبحث عن حلول جديدة لإنقاذ حليفها من جهة وضمان بقائها من جهة أخرى وبذالك تضمن التوازن الاستراتيجي لها وتضمن المحافظة على أمنها القومي كما تدّعي.

فبدأت تطرح مشاريع مختلفة لحلول تجدها من وجهة نظرها هي الأنجع في تلك المرحلة ومنها مشروع تقسيم سوريا كحل بديل عن الحل الموحد وذهاب الأسد وبقاء سورية ككتلة موحدة تعيش فيها كل الأقليات والإثنيات بسلام كما كانت، وبدأت أيضا بطرح فكرة الفيدراليات والدول الطائفية ومشروع سوريا المفيدة، وربما نسي أو تناسى الروس بأن سوريا بكل أطيافها ومكوناتها ترفض هذه الحلول جملة وتفصيلا وهى تسعى لبقاء سوريا موحدة مستقلة غير منقسمة ولها كامل الصلاحيات على كل حبة رمل من رمالها.

وإن كان ولا بد للروس من تنفيذ ما يجول بخاطرهم من أوهام وأحلام فيمكن لبوتين استصدار مشروع قانون من وزارة الزراعة الروسية بإنشاء محمية طبيعة لنصيري الأسد وأتباعه من كل الملل والنحل بما فيهم أهل السنة ممن يؤيدونه في جبال اللاذقية وتسوير هذه المحمية بالأسلاك الشائكة ووضع حرس عليها من الروس والحرس الثوري والمليشيات الأفغانية وووووإلخ وبذلك تضمن روسيا عدم انقراض هذا النوع النادر من - الحيوانات الأليفة - في الحياة الطبيعية، هذه الحيوانات التي ربتها ورعتها وعملت على تطويرها وأصبحت هذه الحيوانات أشبه بفئران المعامل وربما تأمل روسيا في تجاربها بتهجين هذه الحيوانات لاستخراج حيوانات أشد خبثا ومكرا مع الحيوانات المماثلة وأكثر انصياع للحيوانات الكبيرة. فذيل الكلب الذي هو أحدث اختراعات روسيا بسوريا والتي عملت على استنساخه منذ سنوات لتثبت للعالم نظرية جديدة وهي أن ما يتحكم بالكلب هو الذيل وليس الرأس كما يعتقد الكثير من البسطاء والكلب بقدر ما يكون ذيله طويل بقدر ما يكون ذكاؤه خارقا ولهذا كانت كل المحاولة تنصب على تطويل ذيل هذا الكلب.

وبذلك تعود الحياة إلى مجاريها فتلك الحيوانات الوحشية التي جاءت من هذه الجبال تعود إليها ولكن ليست منفردة ولكن معها حيوانات خادمة لها من غابات مختلفة، وبذالك تعود سوريا على ما كانت عليه قبل 1970 جميلة برّاقة يسكن فيها الشرفاء من كافة أبنائها فسوريا للسورين وستبقى أبد الدهر للسوريين وليس كما قال ذيل الكلب سوريا لمن يدافع عنها بل هي لكل سوري حمل السلاح ضد الظلم والطغيان سواء أكان مسلماً أم غير مسلم ومواطنو سوريا كلهم موضع احترام وتقدير ولكل منهم له حقوق وعليه واجبات.

وحتى لا نكون استقصائيين فنحن لا نغفل دور الأقليات من أحفاد سلطان باشا الأطرش و صالح العلي و حسني الزعيم ومحمد علي العابد وفارس الخوري، فالسوري الأصيل الذي انطوى في حقبة من حقب سوريا تحت لواء هؤلاء لن يكون اليوم ضد الشريف من أحفادهم ولكن بالمقابل يجب عليهم توعية أبناء مذهبهم لكم الظلم والاضطهاد الذي تعرضوا له في ظل ذيل الكلب وأبيه وليس أمامهم من حل إلا أن ينضموا إلى صفوف جماهير الشعب التي خرجت تنادي "أخي العلوي الدرزي الكردي المسيحي حريتي حريتك من أجل أبنائي وأبنائك وبقائي وبقائك".

عن الكاتب

محمد عمر زيدان

أكاديمي سوري وأستاذ جامعي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس