يافوز سمرجي - صحيفة خبر ترك - ترجمة وتحرير ترك برس

مرّ حزب العدالة والتنمية بمرحلة صعبة بعد انتخابات 7 حزيران/ يونيو، وبدأت سيناريوهات تشكيل حكومة ائتلافية بالانتشار، وأصبح الحزب الحاكم مضطرا لمشاركة الحكومة مع حزب آخر، لكنه خرج من تلك المرحلة. ولا شك بأنّ الخروج من تلك المرحلة كان له ثمن مجتمعي، حيث عادت الدولة لمكافحة الإرهاب، وبدأت تهب رياح القومية، وألحقت الأعمال الإرهابية الضرر بالمجتمع.

لكن حينما قرر المجتمع إعادة الاستقرار، عاد ليمنح الحزب الحاكم أصواته التي حجبها عنه في انتخابات 7 حزيران، بل وتحول العديد من المصوتين للأحزاب الأخرى، وصوتوا لحزب العدالة والتنمية في انتخابات الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر، وتسبب ذلك بأزمات داخل حزب الحركة القومية.

عندما تابعنا يوم أمس حديث بن علي يلدريم رئيس الوزراء الجديد، رأينا في حزبه الحماسة والفعالية، وكأنهم وصلوا للحُكم لأول مرة، وكأنهم لم يحكموا البلاد منذ سنوات، فكيف ينجحون في تحقيق ذلك؟ اعتقد أنّ هذه أبرز سمات حزب العدالة والتنمية، وهو أنه كله يتجه نحو هدف واحد، يجمعهم الحماس والدافعية الواحدة، ويتوائمون مع الظروف في كل مرة، وبرغم أنهم أطاحوا بأسماء كان المراقبون يتحدثون أنه بذهابها سيضعف الحزب، إلا أنّ ذلك لم يحدث، بل دوما يحدث العكس تماما، حيث يزداد النشاط، وتزداد الدافعية، والحماس من أجل إدارة شؤون البلاد.

من المؤكد أنّ التاريخ سيكتب مطولا عن نجاحات حزب العدالة والتنمية، ومكان الحزب الذي سيكتبه التاريخ، سيحدد مستقبل تركيا الاقتصادي والاجتماعي. هل توسعنا أم تراجعنا؟ هل اقتربنا من الغرب أم ابتعدنا؟ هل ازداد الدخل القومي أم نقص؟ هل تعمقت الديمقراطية أم تراجعت؟ هل توصلنا لحل القضية الكردية أم لا؟ هل أصبحنا من المنتجين للتكنولوجيا أم لا؟ وهل انخفضت احتياجاتنا من رأس المال الأجنبي أم لا؟ وهل انخفضت مستويات التوفير أم ازدادت؟

مستمرون على طريق الإصلاحات

وإذا أردنا الحديث بصورة تحليلية مبسطة عن الحكومة الجديدة، فإنّ من يرأسها هو رجل نهضوي اسمه بن علي يلدريم، وبالتالي سيستمر في التنمية والنهضة، وسينتقل بمنصب رئيس الوزراء من كثرة الحديث، إلى كثرة العمل. كما أنّ وجود محمد شمشيك في إدارة الاقتصاد، يعني الاستمرار بسياسة الإنتاج بما يتوافق مع مصالح تركيا والعالم، وهذه إشارة أيضا إلى استمرار في الإصلاحات.

**

واعتقد أنّ أهم وزارة تساهم في معالجة التضخم، هي وزارة الزراعة والثروة الحيوانية، ولذلك فإنّ استمرار فاروق تشليك في منصبه، سيحول دون تحقيق توقعات البعض بزيادة في أسعار المواد الغذائية، لأن تشليك كان في مرحلة تحضير هامة لمواجهة هذا الأمر، واستمراره بمنصبه مهم. ونفس الأمر ينطبق كذلك على استمرار سليمان صويلو على مكانه، وذلك في إطار استمرار الإصلاحات.

**

وأود هنا أقتبس بعض جمل بن علي يلدريم في خطابه أمس: "أهداف مصطفى كمال أتاتورك... مرتبطون بالدولة الاجتماعية، العلمانية، والقانونية... سنزيد من أصدقائنا، ونقلل من أعدائنا...".

ومن هنا يمكننا القول إنّ العديد من الأمور قد تتغير في عهد بن علي يلدريم، مثل علاقتنا مع روسيا وسوريا، وكذلك مع الاتحاد الأوروبي، وغيرها من الأمور الإيجابية المنتظرة.

**

وأما حديثه عن الإرهاب، ففيه نداء وطلب من العمال الكردستاني في الواقع، عندما قال: "لن تهاجموا المدنيين، ولن تستخدموا الأسلحة ضد رجال الأمن، وإلا لن تنتهي هذه الحرب"، وبالتالي أنا أفهم من هذا الحديث، بأنّ العمال الكردستاني لن يجلس على طاولة المفاوضات ما دام يمارس أعماله العدائية، وعند إيقافه العمليات من طرف واحد، حينها من الممكن ان يكون هناك طاولة مفاوضات.

**

حاولت التركيز على أفضل مزايا حزب العدالة والتنمية، وفي المحصلة، سواء كنتم تحبون الحزب أم لا، فإنه هو من يقود الدولة، وتحقيق الرفاهية والأمن وفرص العمل والطمأنينة، مرتبط بسياسته، انتقاد أخطائه وتحذيره، ودعمه في الطريق الصحيح، هي مسؤولية المجتمع.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس