أوكاي غونينسين - صحيفة وطن - ترجمة وتحرير ترك برس

تابعت الأحاديث عن تحالف مفاجئ ربما يحصل من أجل خوض الانتخابات العامة في حزيران/ يونيو القادم.

وحسب الأخبار المتداولة، فإن حزب الشعب الجمهوري بدأ تحركاته من أجل دخول الانتخابات العامة المقبلة بالتحالف مع حزب الشعوب الديمقراطي الذي يمثل الأكراد.

وهذا ما يشكل أمرا مفاجئا ومستغربا، لأن حليف حزب الشعب الجمهوري في انتخابات رئاسة الجمهورية كان حزب الحركة القومية.

وكلنا نتذكر كيف أن حزب الشعب الجمهوري لم يستطع تحقيق أي من  أهدافه في انتخابات رئاسة الجمهورية، وبرغم تحالفه مع حزب الحركة القومية إلا أنهما خسرا ما يقارب 2.5 مليون صوت.

لم يكتف الحزبان بهذا التحالف، بل انضمت إليهما جماعة غولن والتي ساندتهم في تلك الانتخابات، لكن اختيارهم لمرشحهم المشترك خلق حالة من الغضب وعدم الرضا داخل الحزبين والجماعة مما أجبر رئيس حزب الشعب الجمهوري على عقد مؤتمر عام للحزب من أجل اختيار رئيس له.

التفكير بالتحالف مع حزب الشعوب الديمقراطي (ممثل الأكراد)، سببه على ما يبدو هو أنهم تحالفوا مع حزب الحركة القومية، ولم يحققوا شيئا، وتحالفوا مع جماعة غولن، ولم يحققوا شيئا أيضا، لذلك يريدون تجربة التحالف مع حزب الشعوب الديمقراطي لعلّهم يحصلون على نتيجة أفضل.

نقول "على ما يبدو" لأنه لا يوجد أي تغيير أساسي في أسلوب تعامل حزب الشعب الجمهوري مع قضية الانتخابات، ولا يوجد أي تغيير في سياساتهم وطرق تفكيرهم، ولا يوجد أي شيء يدل على أنهم بدؤوا السير بالاتجاه الصحيح.

وأما بخصوص عملية السلام مع الأكراد، فلم يقم كلتشدار أوغلو بأي فعل حقيقي على الأرض، بل اكتفى فقط بذكرها في خطابه بعد تجديد رئاسته لحزب الشعب الجمهوري. وقد سبب تحالفهم مع حزب الحركة القومية وكذلك مع جماعة غولن انزعاجا شديدا لدى الغالبية العظمى المؤيدة لحزب الشعب الجمهوري، لكنهم هضموا هذا الغضب بأمل تحقيق نتيجة إيجابية في انتخابات رئاسة الجمهورية، وهذا ما لم يحصل.

والآن سيرجع مسؤولو حزب الشعب الجمهوري إلى قاعدتهم الشعبية ليشرحوا لهم أن اتفاقهم مع حزب الحركة القومية ومع جماعة غولن لم يجد نفعا، وبالتالي سيحاولون إقناعهم بقبول التحالف مع حزب الشعوب الديمقراطي من أجل دخول الانتخابات العامة القادمة.

وإذا كان الوضع كذلك لدى قاعدة حزب الشعب الجمهوري، فإن إقناع قاعدة حزب الحركة القومية الذين يتعصبون لقوميتهم التركية منذ سنوات عديدة سيكون أمرا غاية في الصعوبة.

يتحدثون ويشرحون عن عملية السلام وعن مخاطر حدوث انقسام وشرخ في الدولة التركية، لكنهم لا يبحثون عن حل ولا يطبقون أي شيء على ارض الواقع من أجل تعزيز فرص السلام والمصالحة الوطنية مع الأكراد.

موضوع التحالف بين حزب الشعب الجمهوري وحزب الشعوب الديمقراطي ليس جديدا، فقبيل الانتخابات المحلية التي جرت في 30 آذار/ مارس تحدث قادة الأخير عن إمكانية التحالف مع حزب الشعب الجمهوري، لكن لم يحدث أي تطور ولم يحدث أي اتفاق بينهما.

في عام 1971 دخل حزب الشعب الجمهوري متحالفا مع أحزاب مثلت الأكراد في ذلك الوقت، وكان ذلك أول دخول رسمي للأكراد في مجلس الأمة التركي.

والآن ربما يفضل حزب الشعوب الديمقراطي دخول الانتخابات العامة على قوائم حزب الشعب الجمهوري بدلا من دخولها كمستقلين، لكن قاعدتهم الحزبية ربما ترفض الفكرة بشدة ولن يكون من السهل إقناعهم.

عن الكاتب

أوكاي غونينسين

كاتب في صحيفة وطن


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس