ترك برس

قال النائب السابق لوزير الخارجية الروسي "أندريه فيودوروف"، إن روسيا التي لا تستطيع التراجع عن تصريحاتها ومطالبها فيما يتعلق بتحسين العلاقات مع تركيا، نظرا للصدى الإعلامي الواسع لهذه القضية داخليا وخارجيا، لا ترغب في فقدان ماء وجهها داخل البلاد، وهو أمر هام جدا، خاصة أنها تقف على عتبة انتخابات برلمانية.

وأضاف الدبلوماسي الروسي إنه "إذا وافقت موسكو على استرجاع العلاقات مع أنقرة فستكون مضطرة لشرح الأسباب لمواطنيها"، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأخيرة محاولة لإيجاد حل سياسي وسط للأزمة مع روسيا، "بطريقة يحافظ من خلالها على ماء وجهه".

ونقلت "الجزيرة نت" عن فيودوروف قوله إن  "أردوغان يدعو موسكو من خلال تصريحاته للاعتراف بخطأ الطيار الروسي. بالمقابل يريد القول إن أنقرة ستعترف حينها بأنها قامت بمعاقبة الطيار الروسي بطريقة خاطئة".

وأبعد من ذلك فإن الخبراء الروس يستبعدون أي تحسين للعلاقات الروسية التركية على المدى القريب، ويرى المحلل السياسي في قسم العلوم السياسية بمدرسة الاقتصاد الروسية العليا ليونيد إيسايف أن السيناريو الأقرب إلى الواقع في ظل التطورات السياسية الراهنة هو حفاظ موسكو وأنقرة على المستوى الحالي لعلاقاتهما.

وقال إيسايف إن "الصعوبة تكمن في أن كلا الطرفين محق في طريقته، فروسيا التي كانت تنطلق في عملياتها من الخرائط المقدمة لها من قبل السلطات السورية، محقة لكونها لم تخترق الحدود انطلاقا من تلك الخرائط، بينما الأتراك محقون في كون الطائرة الحربية الروسية انتهكت أجواءهم انطلاقا من خرائطهم. ونحن جميعنا نعلم أن الحدود بين سوريا وتركيا لم يتم ترسيمها بشكل واضح إلى الآن".

ويرى أن الأزمة السورية واختلاف الرؤية السياسية للبلدين في سبل احتوائها، بالإضافة إلى قضية الأكراد في شمال سوريا واستخدام روسيا هذه القضية للضغط على أنقرة، كل ذلك من شأنه أن يزيد الطين بلة، وهو عائق كبير أمام تحسين العلاقات الثنائية، حسبما أوردت الجزيرة نت.

ووفق المحلل الروسي فإنه حتى لو لم يقصف الأتراك الطائرة الحربية الروسية، لتسبب حادث آخر في تأزيم المنطقة، حتى وإن لم يبلغ الوضع السوء الذي عليه حاليا، فسوريا بالنسبة لتركيا هي القضية الأولى في سياستها الخارجية، وهي جارتها وفي تحدّ معها، ولها فيها مصالح، وهي مهتمة باستقرارها ووجود نظام صديق لها فيها".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!