ترك برس

أبدى رئيس الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون" مواقف متناقضة في سياسته وتصريحاته منذ 6 سنوات إلى الآن إزاء تركيا، إذ كان قبل سنوات من الآن يشيد بتركيا، وبنموّها واقتصادها، ويعترف في كل فرصة سانحة بأن انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي سيزيد من قوّة الاتحاد، لينسف في الآونة الأخيرة تصريحاته السابقة، ويتحول إلى معارض للانضمام التركي إلى الاتحاد الأوروبي

وخرجت بريطانيا في الاستفتاء الأخير من الاتحاد الأوروبي، لتكمل طريقها من دون الاتحاد، الأمر الذي أدى إلى صدمة عالمية كبيرة، إزاء القرار الذي توصلت إليه، واتخذت الحجة الأساسية في خروجها "رغبة تركيا بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي"، إذ أوردت حجتها وبكل صراحة قائلة "الأتراك قادمون".

إلا أن رئيس الوزراء البريطاني كان قد حاول لأكثر من مرة التأثير على الرأي العام للحيلولة دون خروج بريطانيا من الاتحاد، إذ صرح في 2 أيار / مايو بأن تركيا لن تتمكن من الانضمام إلى الاتحاد الاوروبي إلا مع حلول عام 3000، وأن تحققَ انضمامها يتطلب على الأقل العشرات من السنين على أسوأ تقدير، وأن بريطانيا حينها أيضا ستقول لانضمام تركيا "لا".

ومن التصريحات التي قالها محاولا تغيير الرأي العام، لمنع الانفصال عن الاتحاد، التصريح الذي جاء في 20 حزيران / يونيو، : "نحن نرغب بأن تكون تركيا ديمقراطية، وذات ميول غربية، وأن تكون دولة حقوق، فيها حريّات، ولكن نرى الآن أن الأمر لا يسير في النحو الذي نرغب فيه، ولذلك لا أريد لأحد أن يدلي بصوته للانفصال من الاتحاد الأوروبي بحجّة أن تركيا ستنضم إلى الاتحاد،لأن هذا الأمر لن يتم، فلم أسمع بخبير في بريطانيا أو عموم أوروبا يقول: إن تركيا من الممكن ان تنضم إلى الاتحاد الأوروبي خلال 30 عاما".

ماذا كان رأي كاميرون قبل 6 سنوات من الآن حول انضمام تركيا للحلف، وكيف كان ينظر إلى الموضوع؟

قبل 6 سنوات أي في 27 تموز / يوليو 2010، قال كاميرون في اجتماع لاتحاد وغرف البورصة التركية "TOBB": "إن الاتحاد الأوروبي من دون عضوية تركيا ليس قويا، بل على العكس سيكون اتحادا ضعيفا، أسأل نفسي: أي دولة أوروبية حققت بداية هذه السنة نموا اقتصاديا يصل إلى 11 بالمئة؟ أي دولة أوروبية مع حلول 2017 ستكون الدولة الأسرع نموا في العالم في القطاع الاقتصادي؟ أي دولة أوروبية لديها شعب فتي أكثر من الدول الـ 27 الباقية؟ أي دولة أوروبية رائدة في مجال إنتاج التلفزيون؟ أي دولة تحتل المرتبة الثانية عالميا في مجال التعهدات الإنشائية بعد الصين؟ الجواب هو وبالتعبير التركي "TABİİ Kİ TÜRKİYE" "طبعا تركيا".

وتابع في السياق نفسه: "أسأل نفسي، أي دولة أوضحت للعالم أن ما يحدث في أفغانستان لا يستهدف المسلمين إنما الإرهابيين؟ أي دولة ذات غالبية إسلامية، من جهة تدافع عن حقوق فلسطين، ومن جهة أخرى لديها علاقات عميقة الجذور مع إسرائيل؟ أي دولة كان لها الفضل الأكبر في إقناع إيران فيما يخص البرنامج النووي؟ الجواب: "بالطبع تركيا".

وأردف كاميرون: "كل من لديه شك، أريد أن أسأله: نمو أي دولة أوروبية يكون قدوة للنمو الأوروبي؟ أي دولة يكون لها الباع الأكبر في ضمان أمن أوروبا من خلال تأثيرها على الإرهاب وضمان الامن في الشرق الأوسط؟ انضمام أي دولة يزيد من قوة الاتحاد الأوروبي؟ الجواب بكل بساطة: "بالطبع تركيا".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!