محمد حامد - خاص ترك برس

تركيا لن تعيد الأسرى الإسرائيليين لدى حماس

ثمة مكسبان حققتهما إسرائيل بالتوقيع على اتفاق المصالحة مع تركيا، وفقا لما روجته الدوائر الحكومية الإسرائيلية التي رأت أن الاتفاق ذو أهمية إستراتيجية كبيرة لإسرائيل على المدى البعيد. أول هذه المكاسب ما تردد أن ملحق الاتفاق الذي وقع عليه مسؤول كبير في وزارة الخارجية التركية تضمن تعهدا تركيا بأن تبذل جهودا لدى حركة حماس لإعادة الجنديين المفقودين هادار غولدين وشاؤول أورن بالإضافة إلى إسرائيليين آخرين تحتجزهما الحركة.

المحلل الأمني والعسكري في صحيفة معاريف يوسي ميلمان استبعد في تقرير له نشرته الصحيفة يوم السبت الماضي، أن يؤدي التدخل التركي في القضية إلى صفقة  مع حماس تنتهي بعودة الأسرى الإسرائيليين.

وكتب ميلمان "إنه حتى لو فقد الأتراك صوابهم، وحاولوا المساعدة في التوصل إلى صفقة، فإن فرص تحقيق انفراجة ليست كبيرة، وذلك يرجع إلى وجود يحيي السنوار المرشح لخلافة إسماعيل هنية في حال تولي الأخير رئاسة المكتب السياسي للحركة بدلا من خالد مشعل الذي ترددت شائعات عن قرب تقديمه لاستقالته".

وأضاف أن موقف السنوار الرجل القوي في الحركة، كما تفهمه إسرائيل، هو السعي لاستعادة إنجاز صفقة الجندي الأسير جلعاد شاليط، إي إجبار إسرائيل على إطلاق سراح مئات الأسرى على الأقل، كما أن حماس تطالب بإطلاق سراح 50 أسيرًا كشرط لاستئناف المفاوضات".

ثمة واقع جديد في إسرائيل في عام 2016 ، ظهر، كما يقول ميلمان، بعد صفقة جلعاد شاليط التي أطلقت فيها إسرائيل سراح 1000 أسير فلسطيني مقابل جندي واحد، ولذلك فإن فرصة عقد صفقة جديدة بهذا الحجم الكبير تبدو فرصة ضعيفة.

من جانب آخر، وفيما يتعلق بالتعاون الاستخباراتي بين تركيا وإسرائيل، لفت ميلمان إلى أنه رغم أهمية قناة الاتصال السرية بين رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين، ورئيس الاستخبارات التركية هاكان فيدان، فمن الواضح أن العلاقات الاستخباراتية بين البلدين لن تعود إلى ما كانت عليه قبل عقدين من الزمان.

تركيا تملك أوراقا قوية في مفاوضات شراء الغاز من إسرائيل

أما المكسب الثاني الذي حققته إسرائيل، بحسب تلك المزاعم، فهو أن اتفاق المصالحة سوف يحرك مخطط استخراج وبيع الغاز الطبيعي الذي وضعته الحكومة الإسرائيلية، ويعزز من خيار تصدير الغاز إلى تركيا ومنها إلى أوروبا، وهو ما فنده المحلل الاقتصادي الإسرائيلي إيريز تسادوق الذي كتب تقريرا في صحيفة "زا ماركر" الاقتصادية وصف فيه عدم الاتفاق مع تركيا على تصدير الغاز ضمن اتفاق المصالحة بالغباء، لأن تركيا لديها أوراق قوية للضغط على إسرائيل في أي مفاوضات قادمة لشراء الغاز.

وكتب تسادوق أن تصدير الغاز إلى تركيا يتطلب مد خط أنابيب تحت الماء لمسافة 550 كم تقريبا بحيث يمر بالمياه الاقتصادية القبرصية، بتكلفة تبلغ 4 مليارات دولار، وهو مبلغ ضخم يزيد من تكلفة تطوير حلقل لفيتان بنسبة كبيرة، لأنه بدون مد الأنابيب فلن يكون هناك تطوير للفيتان، وسيدخل المشروع في صورة عدم الاستقرار الاقتصادي.

وأضاف المحلل الإسرائيلي أن تركيا تعلم أن فرصة إسرائيل الوحيدة لتطوير حقل لفيتان، على الأقل نظريا، يمر عن طريقها، ولذلك فهي تملك جميع الأوراق القوية في المفاوضات. كان من الصواب الاتفاق مع تركيا على النقاط الرئيسة لصفقة الغاز خلال اتفاق المصالحة، لكن ذلك لم يحدث. والآن  ستبدأ المفاوضات مع تركيا  بينما هي تشتري الغاز من أذربيجان وروسيا وإيران، في الوقت الذي نحتاج نحن إليهم.

وتابع تسادوق ليس واضحا ما الذي سنستفيده من تصدير الغاز الطبيعي إلى تركيا ومنها إلى أوربا. وإذا كان الهدف من اتفاق الغاز إيجاد ميزة استراتيجية في شكل تطبيع العلاقات مع تركيا، فإن هذه الميزة ستنهار في أي عملية عسكرية قادمة أو في الوضع الأمني الإشكالي في غزة.

وخلص المحلل الإسرائيلي إلى أنه في حال توقيع اتفاق لتصدير الغاز التركيا فإن ذلك الاتفاق سيكون جيدا بالنسبة للعلاقات مع تركيا حتى تقع الأزمة القادمة، لكنه لن يكون جيدا بل هو سيء لعلاقات إسرائيل مع روسيا وقبرص واليونان.

تركيا لم تدعم داعش مطلقا

وبعيدا عن الاتفاق الإسرائيلي التركي، نشرت الباحثة إليزابث تسوركوف مقالا في منتدى الفكر الإقليمي، قدمت فيه ما اعتبرته "قراءة جديدة للسياسة التركية تجاه النظام السوري وداعش"، ونفت فيه الادعاءات التي رددتها بعض الأوساط السياسية والإعلامية في إسرائيل من أن تركيا دعمت في مرحلة ما تنظيم داعش الإرهابي ضد نظام بشار الأسد ثم انقلبت عليه، وهو ما دفع التنظيم إلى شن عدد من الهجمات الإرهابية في داخل تركيا، كان آخرها الهجوم الذي وقع الشهر الماضي في مطار إسطنبول.

وكتبت تسوركوف "في أعقاب الهجوم الذي نفذه داعش في مطار إسطنبول ترددت بعض الأصوات، ومن بينها زميلي في المنتدى البروفيسور درور زئيفي، التي زعمت أن تركيا تدفع ثمن دعمها لداعش في سوريا سابقا".

وتابعت الباحثة الإسرائيلية إن أقصى ما بلغته السياسة التركية هو غض البصر عن داعش، ثم تطورت هذه السياسة في السنة الماضية إلى حد المواجهة معه، وهو ما ألحق أضرارا جسيمة بقوة التنظيم، ولا سيما في قدرته على نقل المقاتلين الأجانب إلى سوريا.

وأضافت تسوركوف إن تركيا ترى أن نجاح داعش وقدرته على تجنيد المسلمين السنة من جميع أنحاء العالم يرجع إلى الجرائم التي ارتكبها النظام العلوي ضد السكان السنة في سوريا. وهذا ما يقر به أيضا مسؤولون أمريكون في أحاديثهم الخاصة، ولكن نظرا لعدم الرغبة في الدخول في مواجهة مع روسيا وإيران على الأراضي السورية فقد فضل الغرب الحرب على داعش أي العرض، على مواجهة نظام الأسد وفراغ السلطة وهو جذر المشكلة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!