ترك برس

تنص القاعدة الاقتصادية على أن ارتفاع الطلب يؤدي إلى ارتفاع الأسعار، وهذا ما تشهده أسعار البيوت والعقارات في إسطنبول، إذ ارتفعت أسعارها في السنة الأخيرة بمعدل 20 بالمئة حسب تقرير لصحيفة أكشام التركية.

وقد أعلنت مؤسسة "نايت فرانك" الإنجليزية أن مدن شينزين وشانغهاي ونانجينغ الصينية حلّت في المرتبة الأولى والثانية والرابعة، في حين حلّت إسطنبول في المرتبة الثالثة. فقد شهدت أسعار البيوت في مدينة شينزين ارتفاعًا في الأسعار خلال عام 2016 بنسبة 62 بالمئة أما مدينة شانغهاي فقد شهدت ارتفاعًا بنسبة 30 بالمئة، وجاءت بعدهما إسطنبول بزيادة قدرها 20 بالمئة.

وحلّت إسطنبول في المرتبة الثالثة ما بين مدينتي شينزين وشانغهاي ومدينتي نانجينغ وبكين الصينية، واحتلّت مدينة إزمير المرتبة التاسعة بنسبة ارتفاع بلغت 16 بالمئة، في حين حلّت أنقرة في المرتبة السابعة والعشرين بمعدل ارتفاع 10 بالمئة.

وفيما شهدت مدن تركية ارتفاعًا في الأسعار، راوحت مدن في دول أخرى مكانها في الترتيب المذكور، حيث بقيت نسبة ارتفاع أسعار البيوت في لندن ثابتة بمعدل 15 بالمئة، وفي أمستردام بمعدل 10 بالمئة، وفي سيدني بمعدل 9 بالمئة وبرشلونة بمعدل 8 بالمئة.

وشهدت بعض المدن تراجعًا ملحوظًا في أسعار البيوت، فعلى سبيل المثال تضاءلت أسعار البيوت في مدينة أباردين البريطانية بنسبة بلغت 11 بالمئة، وأما العاصمة الروسية موسكو فشهدت انخفاضًا في الأسعار بنسبة 8 بالمئة.

إسطنبول "إحدى العواصم العالمية"

تؤكد المؤشرات أعلاه بأن إسطنبول ما زالت مستمرة وبجدارة في الحفاظ على موقعها كإحدى العواصم الكبرى حول العالم.

وفي هذا سياق، أوضحت المديرة العام لشركة "تي سي كي بي" لتقييم العقارات مقبولة يونال مايا أن إسطنبول باتت تمثل إحدى النماذج أو الماركات الهامة فيما يتعلق بالتخطيط المدني، مشيرةً إلى أن التكامل التخطيطي الذي تظفر به مدينة إسطنبول جعلها مدينة جاذبةً جدًا، وما يؤكّد على ذلك ارتفاع نسبة بيع البيوت فيها بنسبة 18.73 بالمئة.

وفي تصريح لصحيفة أكشام ذكرت مايا أن ارتفاع الطلب على البيوت في سوق العقارات يُعد مؤشرًا هامًا على زيادة الجاذبية التي تحظى بها إسطنبول لدى المستثمرين الأجانب والمواطنين، مشيرة إلى أن هناك عوامل ساهمت في رفع مستوى الطلب على بيوت إسطنبول وبالتالي ارتفاع الأسعار، وهي كما يلي:

1ـ تنامي الفعاليات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية.

2ـ المشاريع الاستثمارية العملاقة التي يجري العمل عليها والتي من شأنها أن ترفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي لإسطنبول، مثل جسر السلطان ياووز سليم والمطار الثالث وقناة إسطنبول البحرية ونفق أوراسيا وغيرها.

ـ مشاريع التطوير الحضري التي تعمل على تحويل الكثير من مناطق "العشوائيات" إلى مناطق سكنية مدنية حديثة مزودة بالخدمات.

إزمير قرينة إسطنبول

ارتفعت أسعار البيوت في مدنية إزمير، خلال عام 2016، بشكل مكّنها من تخطي أنقرة التي لطالما حافظت على موقعها في المرتبة الثانية بعد إسطنبول على مستوى تركيا.

وفي هذا الصدد، توضح مايا أن المشاريع العملاقة مثل مشروع جسر عثمان غازي ومشروع الطريق السريع ومشاريع تطوير السياحة رفعت من المستوى الاقتصادي والاجتماعي لإزمير مقارنة بأنقرة، مما دفع الكثير من المستثمرين لتوجيه أنظارهم نحوها كبديل لأنقرة.

"ينبغي أن تكون الأسعار أعلى!"

صرح سليمان تشاتين كايا رئيس مجلس الإدارة في شركة إرتاش للإعمار بأن إسطنبول لم تتمكن من تخطي باريس ولندن قبل عشر سنوات، ولكنها استطاعت تحقيق ذلك في السنوات الأخيرة، موضحًا أن أسعار بيوت إسطنبول يجب أن تكون أكثر ارتفاعًا بالنظر إلى جودة ماركاتها، وأن السنوات القادمة ستشهد ارتفاعًا ملموسًا في أسعار بيوت إسطنبول.

"إسطنبول بحاجة إلى شبكات موصلات متعددة"

من جهته، أشار ضياء يلماز رئيس مجلس الإدارة في شركة داب إلى أن زيادة الطلب على بيوت إسطنبول تستدعي قيام بلديات المدينة وخاصة بلديات المناطق السياحية بإنشاء شبكة أوسع للموصلات التي تخفف من الازدحام في إسطنبول وتأخذ المستثمر نحو الأماكن السياحية التي لم يكتشفها بعد، الأمر الذي من شأنه رفع هذه البلديات في سلّم أسعار البيوت في تركيا وحول العالم.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!