حسين غولارجي – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

في محاولة الانقلاب الفاشلة كانت وما تزال حقيقة تغلغل عناصر جماعة فتح الله غولن في القوات المسلحة بشكل كبير وواسع هو أكثر ما فاجئنا واثار فينا الدهشة، فكما شاهدنا جميعا وعاينا وجود قيادات برتب رفيعة مثل مستشار رئيس الجمهورية في الشؤون العسكرية وقادة في مراتب مختلفة ومستويات متعددة في كل اركان الجيش وصل عددهم 103 جنرال يرزحون الان في السجون وينتظرون محاكمتهم العادلة. في بداية الانقلاب كان الحديث عن عصبة صغيرة في الجيش لكن تبين غير ذلك بعد انقشاع غبار المعركة.

ما الذي فعله هؤلاء المجرمين الانقلابيين الخائنين لكل العهود؟ لقد هاجموا في بداية تحركهم مكان إقامة رئيس الجمهورية الطيب اردوغان باعتباره هدفهم الأول، ثم قصفوا وفجروا المجلس البرلماني، كما وضربت طائرات الاف 16 مراكز للشرطة فسقط 47 شهيد مدرجين بدمائهم، لم يكتفوا بذلك؛ بل وجهوا فوهات بنادقهم نحو الصدور العارية فجرحوا وقتلوا بطائراتهم ودباباتهم وبنادقهم الخائنة كل بريء في هذا الوطن. تحركت عناصر الجماعة الإرهابية والانتقام مرادهم بطائرات الهليكوبتر صوب مرمريس، لكن وبصدفة القدر وصلوا هم وقواتهم الخاصة متأخرين بنصف ساعة، اشتعلوا غضبا على فشلهم فاخذوا ينتقمون بقلوبهم المريضة من الحجر والشجر والبشر في أفعال لم يسبقهم بها أحد في الانقلابات السابقة....

بعد كل ما مضى من احداث خلال الأعوام القليلة الماضية ما زلنا نرى والى اليوم من يقول للمجرم الإرهابي عبد الله غولن "يا شيخنا"! فكيف بالله عليكم يكون هذا؟ الا يسمعون ويعقلون؟ ام طُمس على قلوبهم؟ الحقيقة هي ان كل من بقي يدعو هذا المجرم ب المعلم والشيخ ما هم الا أناس شربوا من الخيانة والنذالة حتى أُسكروا في قلوبهم....

كيف استطاع افراد التنظيم الإرهابي جماعة فتح الله غولن إخفاء أنفسهم في القوات المسلحة؟ منذ عامين وانا اخرج وبشكل مكثف على كثير من الفضائيات احذر الناس من هذا التنظيم الإرهابي، فهم اشد خطرا من أي إرهاب محتمل وقلت في ذلك "انهم أخطر من الشيوعيين"، كما ووضحت كثيرا بان تنظيم غولن هو أكثر التنظيمات تسليحا في تركيا؛ فهم يمتلكون أسلحة الشرطة والجيش، وظهرت حقيقة ذلك عيانا في الانقلاب عندما استخدموا الطائرات بمختلف أنواعها، واستخدموا كذلك الدبابات وأنواع الأسلحة الأخرى المختلفة التي لن يستطيع أي تنظيم اخر امتلاكها! لم تقتصر خطورة التنظيم على إمكانية التسليح، فهو يمتلك اذان وعيون استخبارية في كل اركان الجيش، ليكون بذلك المجرم فتح الله غولن هو الشخص الوحيد الذي يعلم كل الاخبار والتطورات التي تجري في كل مفاصل المؤسسة العسكرية وبشكل دوري ومنتظم!

استطاع تنظيم غولن الإرهابي التغلغل في مفاصل الجهاز العسكري والقضائي عن طريق التُّقية التي حللها لهم ساحرهم الكبير، فهم وبدين النفاق يفعلون كل ما هو غير أخلاقي في سبيل الوصول للغاية، فتراهم يشربون الخمر ويتعرون في الشواطئ ويكذبون ويفعلون كل ما يخطر في بالك من طوام. ولان الشيطان فتح الله غولن بات في دينهم "العالم العابد" الذي لا يُخطئ فهم يطيعونه طاعة عمياء في كل شيء دون أي تردد او تراجع.

بعد كل هذا ان خرج من يدافع عن هذا الشيطان وكتب باني بعت شيخي فكلامه مردود عليه، لأني ومن اللحظة التي رأيت فيها راس الفتنة والخيانة تبرأت منه وجماعته وأعلنت ذلك صراحة وعلى كل منبر بان غولن وجماعته خطر يداهمنا في كل زمان وحين، كان وسيستمر.

عن الكاتب

حسين غولارجا

صحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس