د. أحمد موفق زيدان - خاص ترك برس 

من يضحك قليلًا يبكي كثيرًا ذاك ما تختصره حكاية الانقلابيين الفاشلين الذين قادتهما قوى الرجعية والمضادة المرتبطة بماضي الاستبداد والاستعباد والاحتلال، والمصرة اليوم على ربط حاضر الشعوب ومستقبلها بماض كئيب استعبادي واحتلالي.

بدأت الحكاية الأولى في تركيا حين حاولت قوى الظلام والإرهاب التركيين الانقلاب على خيار الشعب التركي الذي وفر له حياة آمنة مطمئنة ومزدهرة ووضعته في مصافّ الدول المحترمة لأكثر من ثلاثة عقود، فجعلت منه قائدًا ورائدًا للعالم العربي والإسلامي.

لكن خفافيش الظلام من الانقلابيين ومعهم الغوليين أصروا على استعباد الشعوب، فكان أن جربوا حظهم بانقلاب لم يتقنوا غيره سابقًا، ولكن حتى هذه الحرفة التي أتقنوها لعقود ثبت أنهم لم يعودوا يتقنوها، فتحطمت أمام صخرة الشعوب الواعية والمستنيرة والتي قادتها قيادة تركية واعية وفاهمة بداخلها وخارجها فكانت أن خسرت هذه القوى الظلامية كل شيء وعلى رأسها خسارة دنياها وآخرتها وشعبها، وخسرت مع هذا كله بيروقرطيتها في كامل مؤسسات الدولة ولا يزال التطهير جارياً.. لم يطل يوم الفرح الطائفي في الشام ولبنان حين أطلق الطائفيون الرصاص في الهواء مبتهجين بالمحاولة الانقلابية الفاشلة، فما كانت إلا ساعات حتى انجلى الغبار وتبين أن تحت الغبار حمار وليس فرساً، فارتدوا على أدبارهم.

هذه الغمة التي أصابت الطائفيين حاولوا تعويضها بحلب الشهباء توأمة إسطنبول تاريخيًا، فسعوا إلى الانتقام من تركيا عبر البوابة الحلبية، ففرضوا حصارًا على الكاستيلو وبالتالي تمكنوا من حصار 300 ألف مدني حلبي، فالقتلة لا يحسنون سوى الانتقام من المدني الأعزل، فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا فكان إسقاط الطائرة الروسية ومقتل خمسة من طاقمها وسحلهم في سراقب العز، وهو ما وجه ضربة معنوية وعسكرية خطيرة وقاضية للروس، والثاني قدرة الفصائل على التوحد وشن هجمات معاكسة لكن كانت من الطرف الغربي لحلب وهو ما لم يحسبه الطائفيون.

تصدعت حصونهم وسقطت قلعتهم المحصنة التي أطلقوا عليه تحديًا لله ولرسوله بـ "آلهة الحرب" مدرسة المدفعية، والتي كتبوا على جدرانها "يسقط ربك ولا يسقط الأسد" ولكن في غضون ثلث ساعة فقط سقط الطاغية وأسقط معه الهيبة الروسية والإيرانية والحزبلاتية والمليشيات الطائفية الأخرى.. ضربتان على الرأس مؤلمتان كما يقال، وهذا ما حصل في حلب وإسطنبول لتؤكدان من جديد أن التوأمة مستمرة ومتلاصقة في السلم والحرب وفي النجاح أيضًا، نجاح في إفشال وإحباط المؤامرات وحيل وخدع الغرب والشرق ليظل هذا الفضاء من إسطنبول إلى حلب وما بعدهما بإذن الله حاكمًا على العالم الإسلامي بالنجاح والنصر المؤزر القريبين بإذن الله، ومغناطيس جذب لقوى التحرر والانعتاق عن الظلم والاحتلال.

عن الكاتب

د. أحمد موفق زيدان

كاتب وصحفي سوري


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس