ترك برس

كان الحدث الأكثر خطورة في محاولة الانقلاب الفاشلة هو اختطاف رئيس هيئة الأركان خلوصي أكار كرهينة، ومحاولة المنقلبين إجباره على توقيع بيان الانقلاب. توقيع أكبر قوة عسكرية على بيان الانقلاب كان قاب قوسين أو أدنى، وبعبارة أخرى إن نجاح الانقلاب أيضًا كان قاب قوسين أو أدنى.

أثارت واقعة الاختطاف فضولًا عظيمًا لدى الجميع، وبالرغم من انتظار إجابة أكار على الكثير من علامات الاستفهام، إلا أن الكثير من الأسئلة التي طُرِحت على أكار ظلّت دون إجابة، حسبما ذكر موقع الجزيرة ترك نقلًا عن تقرير النيابة الخاص بالتحقيق معه.

وبيّن الموقع أن أكار استقبل الرئيس الثاني لهيئة الأركان "ياشار غولار" ما بين الساعتين 17 ـ 18 من يوم محاولة الانقلاب، ناقلًا له أنباءً عن توصل الاستخبارات إلى معلومات تفيد بأن هناك محاولة الانقلاب، وفي إطار ذلك هناك وفدًا قادمًا من الاستخبارات للتواصل معه في ذات الخصوص.

ومن ثم أضاف أكار في تصريحاته قائلًا: "أخذنا المعلومات بعين الاعتبار لكونها قادمة من منصب مهم. اجتمعت مع غولار وقائد القوات البرية "صالح زكي جولاك" لمناقشة الإجراءات التي يمكن اتخاذها ضد هذه المحاولة. كان أول قرار أصدرناه هو عودة جميع الطائرات العسكرية والهليكوبتر الموجودة في كافة أجواء تركيا إلى قواعدها، ومنع القيام بأي عملية تحليق للطائرات."

وأضاف في تصريحاته للنيابة أنه أمر بإرسال مجموعة من الاستشارية العدلية والقيادة المركزية نحو الأكاديمية البرية الجوية، لعدم ترك للشك مجال، وطلب منهم تزويده بالمعلومات أولًا بأول، موضحًا أنه تبيّن، وفقًا لتقييمه للمعلومات القادمة، بأنه هناك احتمالًا لوجود خطة كبيرة، "لذا اتصلت على قائد حماية أنقرة "متين غوراك" وأمرته بالذهاب إلى موقع إيتي مسغوت بنفسه وعدم إعطاء الإذن لأي دبابة أو آلة عسكرية بالخروج خارج الثكنة، وهكذا انتهى الاجتماع".

1ـ لماذا لم تتصلوا برئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء؟

أجمعت أقوال المستجوبين أمام النيابة على أنه تم الحصول على المعلومات الاستخبارية في الساعة الرابعة وتم التأكد من الأمر في الساعة السادسة والنصف، وعلى هذا الأساس تم إبلاغ جميع أذرع الدولة المتعلقة، وعند النظر إلى أقوال أكار في التصريحات نجد بأنه لم يجب على هذا التساؤل الذي يُثير الفضول الشديد لكافة المواطنين الأتراك، على حد ما يورده موقع الجزيرة ترك.

2ـ لماذا لم يتم الاتصال بقائد القوات الجوية؟

أكّد قائد القوات الجوية "عابدين أونال" أنه لم يعلم عن وجود محاولة الانقلاب إلا بعد أن حلقت أول طائرة قرب الساعة العاشرة من قاعدة أقينجي بأنقرة.

تم اختطاف أونال من صالة عُرس في الساعة الحادية عشر، أي بعد ساعة من علمه بعملية الانقلاب. ربما حال عدم علمه باكرًا بالمحاولة وعدم وجوده في منصب يؤهله لإصدار أوامر قيادية دون تدخله بشكل عاجل لإيقاف التحركات الجوية.

وحسب الجزيرة ترك الذي نقل أقوال أكار عن وكالة الأناضول فإنه يُلاحظ بأن أكار لم يجب أيضًا عن سبب عدم إخبار قائد القوات الجوية بمحاولة الانقلاب، بالرغم من تأكده من وجودها بالقرب من الساعة السادسة والنصف.

وفي ذلك السياق، لم يتحدث أكار أبدًا عن لقائه بمستشار الاستخبارات "هكان فيدان" الذي ورد ذهابه إلى رئاسة هيئة الأركان بالقرب من الساعة الرابعة. ذكر أكار أنه حصل على معلومات حول قدوم فيدان في الطريق، ولكنه لم يذكر لقاءه معه ولم يعرج على مجريات اللقاء الذي تم بين الطرفين.

أكد الكاتب المقرب من الحكومة "عبد القادر سلفي"، في مقاله بصحيفة حرييت، وجود لقاء جمع بين الطرفين "أكار وفيدان" قبيل بدء محاولة الانقلاب، وأكد موقع الجزيرة ترك أنه تمكن تأكيد اللقاء من مصادر خاصة، إلا أن أكار لم يذكر ذلك.

3ـ كيف أصبحت حرًا؟

يتحدث أكار عن معرفته ببدء عملية الانقلاب على النحو الآتي: "جاءني العميد "محمد ديشلي" وقال لي بحماسة وبروح نفسية غير مألوفة لدي "سيدي؛ العملية بدأت، سنأخذ كل شخص. الكتائب والسرايا خرجت إلى الطريق." لم استوعب ما قاله بالضبط، وقد يكون قال إن الطائرات بدأت بالتحليق، ولكن بعدما استوعبت عملية التمرد الحاصلة قلت له بصوت حاد جدًا "ماذا تقول؟ أي عملية؟ هل أنت أبله؟ إياكم أن تقوموا بذلك؟".

وعن انتقاله إلى رئاسة الوزراء ونيله لحريته يقول أكار: "جهزوا طائرة هليكوبتر. قلت لديشلي ابقَ هنا، ولكن قال لي "لا، يجب أن آتي لأكون على تواصل مستمر مع الآخرين. الطائرة كانت على تواصل مباشر مع عدة جهات. في النهاية هبطنا إلى رئاسة الوزراء. دخلنا إلى مبنى رئاسة الوزراء ولم أكن أعلم العدد الفعلي للذين خلفي. شعرت في مبنى رئاسة الوزراء بأنني حر وطلبت من مستشار رئاسة الوزراء الذي استقبلنا اعتقال ديشلي، وما زال إلى الآن معتقل."

تعرض أكار لعملية اختطاف ومساومة شنيعة أثناء محاولة الانقلاب الفاشلة، وقامت النيابة العامة باستدعائه بتاريخ 18 تموز لأخذ أقواله، ولم يكملها في ذات اليوم نظرًا لبرنامجه الكثيف، فأخذت أقواله الأخرى في 19 تموز.

بالرغم من تقديم أكار أقواله على قسمين، إلا أن الكثير من الأسئلة الموجهة إليه ما زالت إلى الآن تنتظر أجوبة واضحة وشافية. وعلى ما يبدو إن لم تتضح هذه الأسئلة الآن فإن المستقبل سيتكفل بتوضيحها بالكامل.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!