الأناضول

"الواعظ النجيب"، "إمام في المنفى الطوعي"، "معسول الكلام"، "إمام مسن ومريض"، "رجل الدين الغامض"، "معارض مؤثر"، صفات وكلمات يتعمد الإعلام الغربي أن يستخدمها كثيرًا خلال حديثه عن زعيم تنظيم الكيان الموازي الإرهابي، فتح الله غولن، في محاولة للتأثير على الرأي العام وخلق تصور محدد بالأذهان.ً

دراسة حديثة أجرتها المديرية العامة للصحافة والإعلام التركية، أكدت سعي الإعلام الغربي لإطلاق صفات تتسم بالبراءة على زعيم التنظيم الإرهابي، وتحويله الى"قديس".

الدراسة التي حملت اسم "زعيم منظمة الكيان الموازي الإرهابية في وسائل الإعلام الأجنبية"، شملت 126 صحيفة ومجلة أجنبية، و21 قناة تلفزيونية، و15 وكالة أنباء عالمية، وألفين و726 خبر نشر ما بين 1 مايو/ أيار و9 أغسطس/ آب 2016.

وبحسب الدراسة فإن الإعلام الألماني سعى لإظهار غولن بمظهر البريء، ورجل الدين المتواضع، من خلال وصفه بأنه "مسن يعيش في جبال بنسلفانيا"، و"صاحب الجماعة الفعالة في أفريقيا".

وفيما وصفه الإعلام الفرنسي بـ "الحليف القديم"، و"واعظ في المنفى"، و"الزعيم الروحي"، و"رجل مسن ومريض ومتعب"، صوّرته الصحافة البريطانية على أنه "رجل الدين صاحب الكاريزما"، و"الزعيم المسن"، و"المنزوي"، و"المعارض"، و"صاحب رسائل الحوار بين الأديان"، وشددت على أن ما يتعلق بمنظمة الكيان الموازي الإرهابية والكيان الموازي، هو عبارة عن "جملة مزاعم".

إلى ذلك، لم يهمل الإعلام الغربي وصف مسلحي منظمات إرهابية أخرى عابرة للحدود، مثل "بي كا كا" و"ب ي د"، على أنهم "مقاتلون أكراد" و"أصحاب حرب العصابات"، في الوقت الذي لم يتوان ذلك الإعلام عن إلصاق الكثير من الافتراءات والأكاذيب بتركيا.

وفي هذا السياق، قال أكرم أوقوتان، المدير العام للصحافة والإعلام في تركيا، إن المتابع للأخبار المنشورة في وسائل الإعلام الغربية وخاصة الصحافة الأمريكية، يكتشف مدى مساندتها لمنظمة فتح الله غولن أكثر من أي وقت مضى، "لعل هذا الدفاع يندرج في إطار مكافأتها على ما قامت به ضد تركيا".

وأضاف أوقوتان، للأناضول، أن اصطفاف وسائل الإعلام الغربية إلى جانب منظمة غولن لم يتبدل عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف يوليو/ تموز الماضي، مشددًا أن "الصحافة الغربية فشلت في امتحان الديمقراطية التركية".

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة (15 تموز/ يوليو الماضي)، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة "فتح الله غولن" (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.

وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.

جدير بالذكر أن عناصر منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية - غولن يقيم في الولايات المتحدة الأميركية منذ عام 1999- قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!