سيربيل جيفيك جان - صحيفة ملييت - ترجمة وتحرير ترك برس

وصف العديد من المراقبين زيارة "فاليري غيراسيموف" رئيس الأركان الروسي إلى أنقرة يوم أمس بالمفاجئة، ففي الوقت الذي تستمر فيه عملية درع الفرات التركية في سوريا، جاء مسؤول روسي رفيع المستوى إلى أنقرة.

لكن علينا القول بأنّ هذه الزيارة لم تكن "مفاجئة"، لأنها كانت مجدولة بتاريخ 26 آب/ أغسطس، وتأجلت إلى يوم أمس، كما أنّ جدولة هذه الزيارة ليست مفاجئة، لأنّ أزمة العلاقات بين روسيا وتركيا تم تجاوزها بعد لقاء أردوغان وبوتين.

واتفق الطرفان على رفع مستوى التعاون العسكري، وبناء عليه اتفقا على عقد لقاء بين رئيسي الأركان. علما بأنّ العلاقات العسكرية بين تركيا وروسيا لم تنقطع تماما حتى في ذروة تدهور العلاقات السياسية بينهما، حيث بقي هناك تماس بين المستويات العسكرية المختلفة حتى بعد إسقاط الطائرة الروسية.

وجاءت زيارة رئيس الأركان الروسي إلى أنقرة تتويجا للقاء أردوغان وبوتين، ودلالة على رفع التعاون العسكري إلى أعلى مستوى.

كل القنوات مفتوحة

أهم ما ترتب على لقاء خلوصي أكار وفاليري غيراسيموف، هو رفع التعاون إلى أعلى مستوى، بمشاركة مسؤولين رفيعي المستوى من الطرفين. والأمر الآخر المترتب على هذا اللقاء هو اتفاق الطرفان على "الخطوط الحمراء"، كما أصبح التواصل العسكري عبر الهاتف مباشرًا بين أكار وغيراسيموف، ولن يكون فتح هذا الخط محصورا على رئيس الأركان لكلا البلدين.

هذا الأمر يعني تنسيقًا عسكريًا كاملًا بين روسيا وتركيا في سوريا، حتى لا يتكرر الحادث السابق، حيث ستنسق القوات الخاصة، والقوات الجوية، وأجهزة الاستخبارات، فيما بينها، وتعمل على بقاء كافة قنوات التواصل مفتوحة، لتبادل المعلومات، والتنسيق.

كما حملت هذه الزيارة ملامح دعم روسيا لعملية درع الفرات التركية، حيث جاء غيراسيموف لجس نبض تركيا حول أهدافها من هذه العملية العسكرية، وأكدت تركيا مجددا على أنها تقف إلى جانب وحدة الأراضي السورية، وأنّ هدف العملية العسكرية عدم عبور وحدات حماية الشعب الكردية إلى غرب الفرات، وتأمين الحدود التركية من خطر داعش.

ومن المعروف أنّ روسيا تهدف إلى بقاء حلب تحت سيطرة النظام، كما تسعى أمريكا إلى بقاء منبج بيد وحدات حماية الشعب. كما حملت زيارة غيراسيموف رضى روسيا عن اهداف العملية العسكرية التركية وما قامت به حتى الآن.

وأستطيع تلخيص نتائج زيارة غيراسيموف إلى أنقرة بأربع نقاط رئيسة:

- هذه أول زيارة عسكرية رفيعة المستوى منذ أزمة إسقاط الطائرة الروسية.

- هذه الزيارة أهم خطوة لتأكيد بقاء قنوات الاتصال مفتوحة بين الطرفين للتنسيق بينهما، والتأكيد على طريق عودة العلاقات إلى طبيعتها.

- التأكيد على مشروعية وحق تركيا في عملية درع الفرات.

- الاتفاق على تعزيز التعاون بين تركيا وروسيا في الموضوع السوري.