ترك برس

نثير الخطابات التي يلقيها زعماء الدول الفاعلة على الساحة الدولية على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، فضول بعض وسائل الإعلام والخبراء الذين يقتبسون ويستنبطون الخطط أو الأفكار الأساسية لهذه الدول فيما يتعلق بالأزمات في عدة مناطق حول العالم.

وتشهد الجمعية العامة اجتماعات مكثفة على هامش دورتها الحادية والسبعين المنعقدة منذ 14 أيلول/ سبتمبر وحتى الآن، والتي تتناول أزمة اللاجئين ومحاربة الإرهاب وحل الأزمة السورية والمساعدات الإنسانية والتغيّر المناخي.

في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ذكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تركيا تقع في نقطة تجمع بين كل المواضيع المطروحة للنقاش، مؤكدًا أن أغلبية الدول الكبرى تراقب الأزمات الحاصلة عن بُعد بينما تواجهها تركيا مباشرة ودون أي حاجز جغرافي.

وفي هذا السياق ذكرت الكاتبة التركية تشفيك جان في مقالها بصحيفة ملييت أن أردوغان اقترح خلال خطابه خمسة حلول للأزمات التي تمر بها تركيا والعالم أجمع:

1- تسليم غولن

بدأ الرئيس التركي خطابه بالحديث عن جماعة غولن والخطر الذي مثلته على تركيا التي صوّرها بأنها الدولة التي تقف في وجه الكثير من المخاطر التي تهدد الأمن والسلم الدوليين، موجهًا شكره للشعب التركي قائلًا: "أنا اليوم أمامكم بفضل شعبي الشجاع الأصيل الذي أبى إلا أن يدافع عن حريته وديمقراطيته"، ومؤكّدًا بذلك على دور الشعب التركي أيضًا في درء الكثير من المخاطر عن الأمن الدولي.

ووفقًا لتشفيك جان، فقد أشار أردوغان إلى أن الإرهاب الحديث هو الإرهاب المبطن بالدين والخدمة الإنسانية، داعيًا العالم أجمع إلى التعاون لصد هذا الإرهاب الذي يشكل خطرًا على وجود 170 دولة حول العالم. وذكر أن المدارس المفتوحة حول العالم باسم تركيا هي لا تمثلها لا من قريب ولا من بعيد، بل هي مواطن تجنيد أفراد تابعين لتحرك منظمة تسعى للسيطرة على أنظمة الحكم، والتحرك المشترك في تسليم غولن وإغلاق مدارسه قد يحول دون هذا التهديد ولكن عدم الانصات إليه سيولد نتائج وخيمة في المستقبل.

2- عملية "درع الفرات" من أجل وحدة سوريا

أكد الرئيس التركي لزعماء دول العالم أن تركيا ترمي من خلال عملية درع الفرات لخدمة اللاجئين وإعادتهم لديارهم، محاكيًا أحد أهداف الجمعية العامة، ومشيرًا إلى الدور الكبير الذي تقوم به من أجل اللاجئين السوريين والأزمة السورية.

3ـ التحرك المشترك من أجل اللاجئين

رأت تشفيك جان أن انتقاد أردوغان للغرب واتهامه بـ"ازدواجية المعايير" وأنه "ذو وجهين" لا يوصف بأنه انتقاد لاذع، لكنه انتقاد محق ينبغي التحدث به لحثّ الدول الغربية على مشاركة تركيا مسؤولية التحرك من أجل اللاجئين، فتركيا لوحدها غير قادرة على ذلك، مضيفة أن سياسة الغرب اللاإنسانية القائمة على إغلاق الحدود في وجه اللاجئين وعدم مساهمتها بشكل فعال تترك تركيا لوحدها في مواجهة الأزمة.

4ـ حزب الاتحاد الديمقراطي

أوضح أردوغان أن كافة التقارير الدولية تؤكّد الأساليب الإرهابية التي اتبعها حزب الاتحاد الديمقراطي في تعامله مع سكان المناطق التي سيطر عليها بمساعدة بعض الدول، وممارسته العنصرية ضدهم وطردهم من ديارهم بغية إحداث تغيير ديمغرافي، مبينًا أن الاستمرار بدعم الاتحاد الديمقراطي يفاقم من الأزمة السورية، لذلك على الذي يدعي بأنه يدعم الحل في سوريا أن تتخلي عن دعم الاتحاد الديمقراطي الذي يقتل ويهجّر الأهالي.

5ـ العالم أكبر من خمسة

جدّد أردوغان في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة انتقاد هيكلية الأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن هذه الهيكلية هي أحد أسباب الأزمات واصفًا إياها بالبالية التي لا تتوافق مع عصرنا الحالي، ومطالبًا بتغيير جذري لها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!