محرم صاري كايا - صحيفة خبر تورك - ترجمة وتحرير ترك برس

هناك العديد من المؤثرات على الموقف التركي في سوريا، ولعل موقف تركيا واتخاذها قرار البدء بعملية درع الفرات يكمن في أنّ "استمرار تقدم حزب الاتحاد الديمقراطي، وتوحيد كوباني وعفرين، يعني انقطاع الرابط بين الأناضول والعرب لأول مرة منذ ألف عام"، حيث إنّ قطع تواصل تركيا بالعرب في العراق سببه نفس الأمر. مع التأكيد على ضرورة أنْ لا "يتعرض السكان العرب القاطنين هناك إلى عمليات تطهير عرقي جديدة".

هذه كلها ذرائع مُحقة، لكن أليس على الطرف الآخر أيضا أنْ يقوم بمثل هذه الحسابات؟ يعني هل انقطاع التواصل الجغرافي بين تركيا والعرب، لا يعني انقطاع التواصل بين العرب وروسيا وأوروبا؟

ماذا عن العرب؟

أليس على العرب أنْ يشعروا بقلق شديد حيال احتمال انقطاع التواصل الجغرافي؟ لأنّ العرب في شبه الجزيرة العربية أو الخليج، يستطيعون الوصول شمالا حتى تركيا من خلال لغتهم العربية وتواصلهم الجغرافي، بل يستطيعون الوصول إلى مناطق داخل تركيا أيضا بلسانهم العربي.

ما حدث في الموصل أو الرقة، وانقطاع التواصل الجغرافي، ألا يجب أنْ يشكل معضلة لسكان الجنوب أكثر من الشمال؟ ألا يكترث العرب لذلك؟ أم ينتظرون كعادتهم حل مشاكلهم من أطراف غيرهم؟

الارتباطات الإقليمية والدولية

ربما الأمر سببه ذلك، ولاحظنا اختلاف العرب في المسألة السورية منذ بدايتها، حيث انقسمت الأطراف إلى طرفين، أحدهما يريد حل المسألة إقليميا، والآخر فضل الارتباطات الدولية، وانقسموا بين مُنضم للواء أمريكا، وآخر يتبع لواء روسيا.

وانتشر خلال ذلك خطر داعش ليهدد الجزيرة العربية والخليج، والأردن وتركيا، والأخيرة بقيت صامتة فترة طويلة اتجاه سير الأمور، لتعلن لاحقا بأنها لن تفرط بسهولة بعلاقتها بالشرق الأوسط والعالم العربي، وهي التي حولت حروف لغتها إلى الأحرف العربية في القرن السادس عشر، وتقرر العودة إلى العالم العربي بعد انقطاع العلاقة منذ تحويل حروف لغتها للأحرف اللاتينية عام 1927.

تركيا أثبتت أنها لن تخرج بسهولة من المنطقة حتى لو اضطرت إلى استخدام كل قواها العسكرية، وسيكون من الصعب تجاهل حماية وجود التركمان في كركوك. أما عن ثمن ذلك فسيكشف عنه الزمن، وربما يكون أسهل مما نتوقع.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس