الأناضول

وُصمت فترة حكم السلطان العثماني عبد الحميد الثاني (آخر السلاطين العثمانيين)، بعدد من الاتهامات فتت في عضد الرجل وفي فتره حكمه وألصقت به العديد من الشائعات.

وفي مقابلة خاصة مع الأناضول، على هامش مؤتمر عقد يومي الخميس والجمعة بمدينة إسطنبول، يحمل اسم "السلطان عبد الحميد وعهده 1876- 1909"، والذي يختتم أعماله، اليوم الجمعة، تحدث "طارق الفاطمي"، أستاذ التاريخ الإسلامي في أكاديمية التربية والتكوين بالمغرب، عن بعض التهم والشائعات التي ألصقت بفترة حكم السلطان العثمانى "عبد الحميد الثاني".

وأوضح "الفاطمي"، حقيقة 4 شائعات لاحقت السلطات عبد الحميد الثاني خلال فترة حكمه وهي:

1- الرجل الأحمر

أطلق خصوم السلطان عبد الحميد الثاني، عليه "الرجل الأحمر"، في إشارة إلى الديكتاتورية، وهي شائعة روجها عددا من المثقفين الغربيين وبعض من رجال الجيش الذين أتوا مع البعثات الأجنبية، ويرجع ذلك إلى أن السلطان أعاد السلطة إلى حكمه، ولم يعد منصب السلطان في عهده منصباً شرفياً استشارياً، بيد أنه ألغى العمل بدستور 1878، وقاد مشروعاً تنموياً اعتمد على نهضة التعليم، الأمر الذى أتى بثماره على الحياة الاقتصادية.

2- عدو المثقفين

تحدث السلطان عبد الحميد الثاني عن هذه الشائعة في مذاكراته، وردّ عليها بنفسه، لافتا إلى أنه لو كان عدوا للثقافة والمثقين لما شجع على إرسال البعثات العلمية إلى فرنسا وألمانيا، ولما أدخل تعليم اللغات إلى المدارس الحربية، حتى أنه أول من أدخل علم الفلسفة إلى المناهج التعليمية، ومن ثم أسماها بمادة "الحكمة" حتى يتقبلها البسطاء ويتدراسونها، مضيفاً في مذكراته "بَنيتُ في كل قرية مسجداً، وبجوار كل مسجد مدرسة".

3- أُمّي

أشيع عن السلطان عبد الحميد، أنه أُمّي لا يجيد القراءة والكتابة بالرغم من أنه تلقى تعليمه بالقصر السلطاني، وأتقن من اللغات: الفارسية والعربية، وكذلك درس التاريخ وأحب الأدب، وتعمق في علم التصوف، ونظم بعض الأشعار باللغة التركية العثمانية.

4- استعانته بالألمان لإنجاز مشروع سكة حديد الحجاز

أثيرعن السلطان عبد الحميد، أنه استعان بألمانيا لإنجاز مشروع سكة حديد الحجاز، رغم أن المشروع أُنجز بأموال إسلامية، واعتُبر من أعظم المشروعات التى أُنجزت في عهده لتيسير الحج على المسلمين، وخلق المشروع حماسة دينية بالغة بعدما نشر عبد الحميد الثاني، بيانًا على المسلمين يدعوهم فيه للتبرع، فسارع المسلمون من الهند والصين وبقية العالم على التبرع، وقدم السلطان مبلغ 320 ألف ليرة من ماله الخاص للمشروع.

وتم جمع جلود الأضاحي وبيعها، وحولت أثمانها إلى ميزانية الخط، وبذلك انتقلت حماسة إنشاء الخط الحجازي إلى العالم الإسلامي، وكان مسلمو الهند من أكثر المسلمين حماسة له، ولم تقتصر المساهمات على الفترات التي استغرقها بناء الخط فحسب، بل استمر دفعها بعد وصوله إلى المدينة المنورة؛ أملاً في استكمال مدّه إلى مكة المكرمة.

يذكر أن السلطان عبد الحميد، كان له موقف داعم لحق الفلسطينين في أراضيهم، بعدما حاول تيودور هرتزل (صحفي يهودي) الاتصال بالسلطان لإقناعه بفتح الهجرة اليهودية إلى فلسطين، والسماح لهم بإقامة مستوطنات للإقامة فيها، برعاية من الدول الاستعمارية الأوروبية، وكان هرتزل يعلم مدى الضائقة المالية التي تمرُّ بها الدولة العثمانية؛ لذلك حاول إغراء السلطان بحل مشاكل السلطنة المالية مقابل تنفيذ مطالب اليهود.

وجاء في رسالة السلطان عبد الحميد ردَّاً على محاولات هرتزل: "انصحوا الدكتور هرتزل بألا يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع، فإني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من أرض فلسطين، فهي ليست ملك يميني، بل ملك الأمة الإسلامية".

والسلطان عبد الحميد الثاني، هو السلطان الرابع والثلاثون من سلاطين الدولة العثمانية، وآخر من امتلك سلطة فعلية منهم، وولد في 21 سبتمبر/أيلول 1842م، وخُلع بانقلابٍ سنة 1909، فوُضع رهن الإقامة الجبريَّة حتّى وفاته في 10 فبراير/شباط 1918.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!