صالح تونا - يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس

شرحنا وتحدثنا وحاولنا أنْ نسمع صوتنا وصوت الحقيقة حول أحداث 17-25 كانون أول/د يسمبر 2013، ورغم أننا بذلنا جهودا حثيثة لوضع الناس في صورة الموقف، لكن البعض منهم رفض أنْ يفهم، حيث عملت منظمة غولن على استهداف المسؤولين في الحكومة ووصولا إلى رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، من خلال تزوير وثائق تتعلق بقضايا فساد واختلاس.

دعم الليبراليون والكماليون واليساريون ما تقوم به منظمة غولن، وحاولوا إسقاط أردوغان من خلال هذا الحراك القضائي، بل كانوا متحالفين مع المنظمة من أجل تحقيق هذا الهدف. وفجأة تحول هؤلاء اليوم جميعا إلى أناس خُدعوا من المنظمة، ويدّعون بأنهم لم يكونوا يعلمون بأنّ الأمور ستصل إلى هذا الحد.

ومع أننا كتبنا وقلنا وتحدثنا، إلا أنهم أصروا في تلك الفترة على توجيه أصابع الاتهام لحزب العدالة والتنمية وللرئيس أردوغان، لكنهم للأسف لم يكونوا يرون بأنّ منظمة غولن تستخدمهم كمجرد أدوات من أجل السيطرة على البلاد، ثم يقولون بأنّ ليلة 15 تموز/ يوليو فتحت أعينهم وأصبحوا يرون ما كانوا لا يرونه من قبل. فلماذا لم يفتحوا أعينهم من قبل؟ هل كان علينا أنْ ندفع ثمنا باهظا كهذا حتى  تستطيعوا إدراك الأمور؟

لو أنّ هؤلاء منحوا أردوغان الدعم الكافي لمكافحة منظمة غولن إبّان أحداث 17-25 كانون أول/ ديسمبر، لما وصلت المنظمة إلى مرحلة تستطيع فيها محاولة الانقلاب على النظام في تركيا، لكننا للأسف دفعنا ثمنا باهظا، وفقدنا 246 شهيدا، وعشرات المصابين.

نعم، كان يتوجب على منظمة غولن أنْ تستخدم الدبابات والطائرات الحربية حتى يفتح هؤلاء أعينهم جيدا ويرون الحقيقة، ولا يزال هناك آخرين يريدون أنْ يروا أثمانا باهظة أكثر من أجل أنْ يصدقوا. ويتهم بعضهم بأنّ حزب العدالة والتنمية هو الذي سهّل عملية تسرب عناصر غولن إلى داخل الجيش. ما هذا الهراء؟ ألم تقولوا بأنّ هؤلاء شربوا الخمر، ورقصوا، وأثبتوا ولائهم لأتاتورك حتى يستطيعوا الوصول إلى الجيش؟ منظمة غولن استخدمت التقية والتخفي للدخول إلى الجيش، فلماذا كان على هؤلاء استخدام هذا الأسلوب لو أنّ العدالة والتنمية هو الذي سهل انضمامهم؟ أرجوكم قليل من العقل والمصداقية مع الذات.

لا تلوموا غيركم وأنتم ارتكبتم العديد من الأخطاء، وهذه العناصر تسربت إلى داخل الجيش باستخدام "قيمكم" التي تؤمنون بها، وليس من خلال قيم العدالة والتنمية والمحافظين.

عن الكاتب

صالح تونا

كاتب في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس