ناغيهان ألتشي - ديلي صباح - ترجمة وتحرير ترك برس 

خلال الاجتماعات التي عقدها الرئيس رجب طيب أردوغان مع كبار المسؤولين الأمريكيين على هامش قمة الأمم المتحدة، كان الموضوع الرئيسي هو التهديد الذي تمثله جماعة فتح الله غولن الإرهابية "فيتو" وتسليم زعيمها. لا تزال واشنطن تصدر تصريحات فاترة، ولا توجد إشارة ملموسة على أن تسليم غولن يلوح في الأفق، لكن بدأت وسائل الإعلام الأمريكية تسلط الضوء على المدارس التي أسستها هذه الطائفة الدينية. وعلى ما يبدو فإن هذه المدارس تواجه صعوبات بعد أن بدأت شبكاتها المالية تتعرض للتحقيق والفحص. توظف وسائل الإعلام التابعة لهذه الطائفة في الولايات المتحدة جماعات الظغط للتأثير في عناوين وسائل الإعلام الأمريكي.

وعلى سبيل المثال كان العنوان الفرعي لصحيفة وول ستريت جورنال في عطلة نهاية الأسبوع حول هذه القضية "معركة تركيا مع رجل الدين المسلم تتجه إلى الفصول الدراسية في الولايات المتحدة". وأوضح التقرير أن المحامي روبرت أمستردام، الذي يمثل تركيا في قضية جماعة غولن الإرهابية، يعارض افتتاح هذه المدارس، عندما حاولت سلسلة المدارس في ولاية كاليفورنيا افتتاح موقع لها في ضاحية سيليكون فالي، وتحاول في نهاية المطاف إثبات أن المدارس لا ترتبط مباشرة بغولن.

وبعد أن ذكر تقرير الصحيفة سن غولن وحالته الصحية، غطى التقرير الدفاع عن المدارس على لسان ممثلي جماعة غولن. هناك أكثر من 150 مدرسة مرتبطة بغولن في الولايات المتحدة، وتعاني هذه المدارس من صعوبات جدية منذ أن بدأ مكتب التحقيقات الفيدرالي التدقيق في التحركات المالية لجماعة غولن. تحاول الجماعة اكتساب أرضية من خلال وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة عبر تفعيل جماعات الضغط التابعة لها.

وجاء في تقرير آخر لوكالة رويترز يوم الاثنين، أن هذه المدارس التي تمثل مصدرا مهما للتوظيف وللنشاط التجاري لجماعة فيتو، تمولها الأموال الحكومية. ووفقا للتقرير، فقد كان هناك تدهور خطير في نمو هذه المدارس خلال السنوات الأخيرة بسبب التحقيقات التي بدأت في أكثر من عشر ولايات. تركز التحقيقات الجارية على جوانب مختلفة بما في ذلك اختلاس الأموال العامة من دافعي الضرائب، والاحتيال للحصول على تأشيرات.

هناك ثلاثة مدارس فقط من هذا النوع أمكن افتتاحها في الولايات المتحدة على مدى عامي 2015-2016، في حين بلغ عدد المدارس المفتتحة حديثا في عام 2010  ثلاثة وعشرين مدرسة. وبصرف النظر عن المدارس، فإن هذه الطائفة الدينية تمتلك أيضا شبكات ذات بال في عالم الأعمال والمجتمع المدني في الولايات المتحدة، ويجري التحقيق مع بعض الشركات على مستوى الولاية أو على المستوى الفيدرالي للاشتباه في أنشطتها المرتبطة بالمدارس. ومن أبرز نتائج التحقيقات الكشف عن أن بعض الأشخاص الذين يقدمون مساعدات مالية لمدارس فيتو الإرهابية يرعاهم عدد من أعضاء الكونغرس الذين يزورون تركيا. وقد نقل المحامون أدلة تركيا التي تؤكد أن دخل هذه المدارس سنويا 500 مليون دولار، وانها توظف هذا الدخل في أنشطة معادية لتركيا.

التحقيقات الجارية في الولايات المتحدة حاسمة للكشف عن الأذرع الأخطبوطية لهذه الجماعة في الخارج. وقد أكد البروفيسور، يكتا ساراتش، رئيس مجلس التعليم العالي التركي، في مقابلة أخيرة على خطر آخر تشكله الجماعة، يتعلق بالذين تلقوا تعليمهم في المدارس المستأجرة التابعة للجماعة في الخارج ثم جاءوا إلى تركيا للدراسة. لا يُعرف عدد هؤلاء على وجه الدقة، لكنهم يمثلون مصدرا رئيسا للقلق. وباختصار، إن جماعة غولن الإرهابية هي طائفة دينية لها روابط واتصالات في العديد من المناطق، ولا تزال علاقاتها العامة مؤثرة في الخارج. بدأت مدارس الجماعة في الولايات المتحدة تشعر بالأثار، لكن هناك المئات من المدارس الأخرى في عشرات البلدان. إن إلقاء الضوء على شبكات الجماعة وشرح أنشطتها غير الشرعية على المستوى الدولي بأدلة قوية أمر جوهري في دعم حجج تركيا وتأكيدها.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس