مراد يتكين - حرييت - ترجمة وتحرير ترك برس 

قال بيان للجيش التركي صباح الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر إن تنظيم داعش قتل 15 من أفراد الجيش السوري الحر بينما كانوا في طريقهم لتحرير مدينة دابق من احتلال داعش. وكان الجيش السوري الحر قد أطلق عملية كبيرة ضد داعش يوم 24 من آب/ أغسطس بدعم لوجيستي وبغطاء جوي ومدفعي من الجيش التركي.

قبل بضع ساعات فقط من بيان الجيش التركي، وفي ليلة الثاني من أكتوبر، قال بريت ماكغورك، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي باراك أوباما، في تغريدة له على حسابه الرسمي على موقع تويتر، إن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش سيمنح الدعم الكامل لجماعة المعارضة المدعومة من تركيا لانتزاع هذه البلدة ذات الأهمية الاستراتيجية.

ترجع الأهمية الاستراتيجية لمدينة دابق إلى حد كبير إلى قيمتها التاريخية والدينية، وهي بالتالي تحمل معنى أيديولوجيا عميقا لداعش.

وليس من قبيل المصادفة أن صحيفة داعش الرسمية  يطلق عليها اسم دابق  في علوم آخر الزمان الإسلامي، وهي المكان الذي تقاتل فيه الجيوش الإسلامية التي يقودها المهدي المنتظر جيوش الروم أو غير المسلمين الذين يقودهم المسيح الدجال قبل نهاية العالم.

دابق مكان مقدس بالنسبة إلى داعش. ويفضل كثير من المؤمنين المتشددين أن يقتلوا هناك عن أن يقتلوا في أي مكان آخر. وفي الواقع فإن لدابق أيضا أهمية خاصة في التاريخ التركي، والعلاقات التركية العربية.

في 24 من آب 1516 وقبل 500 عام تحديدا، وفي اليوم نفسه الذي بدأ فيه الجيش الحر عمليته، هزم السلطان العثماني سليم الأول السلطان المصري قانصوة الغوري (وهو أيضا مملوك من أصول تركية) في معركة مرج دابق. فتح ذلك النصر المنطقة أمام الفتح العثماني، وأدى في النهاية إلى انتقال الخلافة إلى أيدي العثمانيين.

حديث المبعوث الأمريكي ماكغورك جاء بعد زيارته لأنقرة في الأسبوع الماضي إلى جانب وفد أمريكي رفيع المستوى ضم دبلوماسيين وضباط استخبارات أمريكيين.

سيكون الهجوم على دابق أول عملية مشتركة جوية برية للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة على هدف رئيس على الأراضي السورية ضد داعش اعتمادا على التعاون الأمريكي التركي. ومن المثير للاهتمام أن الهجوم يحدث في وقت يختلف فيه رأي الحليفان في حلف الأطلسي حول تحالفاتهما في سوريا، فالولايات المتحدة تتعاون مع وحدات حماية الشعب الكردي قوة برية ضد داعش في شرق سوريا، لكن أنقرة تعارض بشدة هذا التعاون. لا يزال الرئيس التركي،رجب طيب أردوغان، يقول إن وحدات حماية الشعب الكردي هي مجرد الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يقوم بعمليات إرهابية في تركيا، وتعترف واشنطون أيضا بأنه جماعة إرهابية.

دعا أردوغان أخيرا الولايات المتحدة إلى التخلي عن وحدات حماية الشعب الكردي، وإلى التعاون مع تركيا للقضاء على داعش في معقلها في مدينة الرقة السورية.

إذا نجحت عملية دابق، فإنها يمكن أن تكون اختبارا لعمليات مشتركة في المستقبل بين الولايات المتحدة وتركيا ضد داعش في سوريا والعراق.

عن الكاتب

مراد يتكين

كاتب في صحيفة راديكال


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس