تولغا تانش - صحيفة حرييت – ترجمة وتحرير ترك برس

سأحاول أن أنقل لكم دلائل وحيثيات عملية الموصل وتأثيرها على تركيا.

بالنسبة إلى أنقرة، الأمر الأهم هو وجود الجنود الأتراك في منطقة بعشيقة. كنت في معسكر جيدو الذي يتواجد فيه الجنود الأتراك، والذي يطل على بعشيقة التي تسيطر عليها داعش، وتعد منطقة استراتيجية يرغب العراق باستخدامها في الأوقات القادمة.

استندت تركيا في وجودها في المنطقة على طلب الحكومة البغدادية لذلك، هذا وقد قام وزير الدفاع العراقي العبيدي بزيارة المعسكر الذي أنشأته تركيا عام 2015. بعدما أصبحت تركيا خارج الحدث في سوريا بسبب إسقاطها للطائرة الروسية، التفتت لبعشيقة وقامت بزيادة قواتها في المنطقة. لكن الرد جاء بالرفض من الجميع بضغط من روسيا وإيران. وبعد أن مارس رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي الضغط على حيدر العبادي من خلال الجنود الأتراك، وبدأ بتلميح أن الأمر بات يشكل تهديدا بالنسبة غلى بغداد قامت أمريكا بتوجيه نداء "ابتعد" لتركيا.

 توضحت جدية وأهمية الأمر عندما قام رجال نوري المالكي الذي يتبع السياسة الشيعية بالتصويت لعزل العبيدي التابع للطائفة السنية في البرلمان العراقي. كان الأمر مهما لأن العبيدي كان الاسم الأقرب لتركيا في بغداد، كما كان عزل أثيل النجيفي  (عضو ائتلاف متحدون) والي العراق قبل ظهور داعش في العراق، في الواقع ضربة موجهة من السياسة  الإيرانية في العراق لتركيا.

بعد عزل العبيدي، استندت تركيا في بقاء قواتها في المنطقة على طلب إقليم كردستان العراق. لكن مسعود برزاني لم يكن على حجم التوقعات التي انتظرتها تركيا منه،  كما كان تشديد "جو بايدن" على موضوع وحدة العراق وسيادتها أثناء مكالمته مع بارزاني، بمثابة تحذير من تواجد تركيا في المنطقة.

تركيا لن تشارك في هذا الحصار، لم يتم التأكيد على مشاركة الحشد الوطني(القوات السنية التي قامت القوات التركية بتدريبها والتابعة لأثيل النجيفي) في الحصار أيضا. هذا وقد قال "بريت" ممثل أمريكا لمكافحة داعش أنه جاهز لضم هذه الفصائل للحصار، لكن فيما بعد صرح بعدم التأكيد على هذا الأمر.

مشاركة قوات الحشد الشعبي ( ميليشيات الشيعة ) هو أمر مؤكد، لكن أمريكا مصرة على عدم إدخال الشيعة إلى منطقة معظم أهلها من الطائفة السنية.

سيشارك في العملية 12 لواء تتراوح أعدادهم ما بين الـ 800-1600 ستشكل البشمركة لوائين من هذه الألوية، لكن البشمركة لن تتقدم إنما ستحمي خط المعركة وتستقبل الناس الهاربين من الموصل. هذا وقد قال "بريت" أنهم جاهزون لاستقبال ما يقارب 750 ألفا من الهاربين، لكن المصادر الكردية تقول: إنه تم تجهيز مخيمات تتسع لـ 200 ألف شخصا فقط.

ولا ننسى قضية حزب العمال الكردستاني، إذ يتواجد التنظيم في 150 كم على بعد من الموصل في منطقة سنجار، وعلى بعد 100 كم في منطقة المحمورة، واتخذت اسما لها في سنجار يتمثل بـ YBŞ، كما هناك وجود ما يسمى قوات المقاومة في شنغال، وتحصل هذه القوات التي يتراوح عددها ما بين 1500 - 2000 على راتب شهري من الحكومة العراقية، وتعد مشاركتهم في العمليات العسكرية في الموصل بالنسبة إلى تركيا خطا أحمر، إلا أنه وكما كتب "مراد يتكين" أيضا أن أمريكا قدّمت ضمانات لتركيا في هذا الصدد.

يريد النجيفي الذي تدعمه تركيا أن تكون الموصل منطقة مستقلة، لكن "بريت" قال إن نوفل العاكوب(وهو خصم النجيفي) سيصبح الوالي الجديد للموصل. وستصبح الموصل تابعة لبغداد، وتقسم إلى ثمانية أقسام، وسيكون مساعد الوالي من الطائفة الكردية.

أما بالنسبة إلى الشيعة الذين لن يدخلوا الموصل، فسيكون هدفهم الأول هو الانتقام من داعش للمجزرة الدامية التي قامت بها في تل عافر.

سيمتد هذا الحصار لعام 2017، وستتم دراسة احتمال زيادة المقاومة في الموصل في حال عدم نجاح الحصار. فهل ستكون تركيا الطرف الملام على زيادة المقاومة؟؟ أم الطرف المدعو ليتدخل في الأمور لحل هذه المشكلة؟؟

عن الكاتب

تولغا تانش

كاتب في صحيفة حرييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس