ترك برس

 

قال الإعلامي السعودي البارز مدير عام قناة العرب الإخبارية، جمال خاشقجي، إن الأتراك باتوا شركاء مع السعوديين والخليجيين على أرض العرب من الموصل شمالاً حتى اليمن جنوباً، معربًا عن أسفه حيال غياب مصر عن قمة وزراء خارجية دول مجلس التعاون وتركيا الأخيرة في الرياض، "على رغم أنها معنية به وبكل تفاصيله".

وفي مقال له بصحيفة الحياة، تحت عنوان "كيف نوقف انهيارنا العظيم المتمادي؟"، تطرّق خاشقجي إلى قمة الرياض التي جمعت وزراء خارجية دول مجلس التعاون وتركيا في ورشة عمل جادة، يتباحثون وينسقون المواقف ويضعون الخطط لمعالجة قضايا المنطقة الجارية والدامية والمهددة للأمن القومي العربي، أو بالأحرى "أمن المنطقة القومي"، وفق تعبيره.

واعتبر خاشقجي أن الأسابيع الأخيرة شهدت أقبح صور الانهيار في حلب، ثم تتبعها الموصل، و"لكنها أيضاً شهدت تحركات تشير إلى تغيير مهم في المسار، ابتدأها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف، إذ زار أنقرة، ومن هناك أطلق جملته الشهيرة التي تم تناقلها على نطاق واسع لترسم طبيعة المرحلة إذ قال: نحن وتركيا مستهدفان، والبلدان بحاجة الى بعضهما البعض".

وأضاف: ما يعني أن الذي يجمع المملكة وتركيا هو إدراكهما الاستهداف والتحديات الممثلة في الفوضى واختراق أمن المنطقة، وبالتالي يجب أن يعملا معاً. هذا يفسر طبيعة اجتماع الرياض بين الخليجيين والأتراك، فالتحديات التي أدركوها مجتمعين جعلتهم ينحون تلك الاختلافات بينهم التي شكلت منحنى سلبياً خلال سنوات الربيع العربي الأولى، إلى مرحلة تعاون يجب أن يكون عنوانها "وقف الانهيار العظيم والمتمادي".

وأوضح أن هذا يصب في زيارة وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد الى تركيا، ولقائه المسؤولين هناك بما في ذلك الرئيس رجب طيب أردوغان، وترافقت الزيارة مع تصريحات دافئة متبادلة بين الطرفين، ما شجع على التفاؤل بأنها إيذان بطي فترة توتر بين البلدين، وما كان لها أن تتم من دون الرغبة والنصح السعوديَين، وإدراك الإمارات وتركيا ضرورة فتح صفحة جديدة للتعامل مع أزمات المنطقة.

وبحسب خاشقجي، فإن الرياض تشعر بالضيق لأن الحليف الذي تمنت لم يكن معها في الاجتماع الخليجي - التركي، إذ كيف تمكن مناقشة إنقاذ الموصل من إيران، وسورية من الفوضى واليمن من الانقسام، في غياب القاهرة وهي صاحبة علاقة بكل "الأقاليم" العربية الثلاثة. الجيد أنها لم تيأس بعد، لا تزال تأمل بعودة الغائب، وعسى أن يكون ذلك قريباً.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!